◄ «عندما نتذكّر أنّه في الفصل الأول من عام 1972 قدّمت على مسارح بيروت حوالى 30 مسرحية شاهدها ما لا يقل عن 300 ألف متفرّج، يمكننا أن نقيس الدرك الذي تراجعنا إليه اليوم... بعد أربعين عاماً». هذا ما يقوله جورج الراسي في مقدمة كتابه «المسرح اللبناني في عصره الذهبي (1970 ـــــ 1975)» (دار «الحوار الجديد» بالاشتراك مع «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» 2009). يجمع الراسي في كتابه هذا، وهو الرابع ضمن سلسلته «ذاكرة بيروت الثقافية»، عدداً من مقالاته وحواراته التي أجراها حول المسرح في سبعينيات القرن المنصرم. يعود بنا الكاتب إلى المرحلة الذهبية للمسرح اللبناني، وإلى تجربة المسرح الشعبي، والمواسم المسرحيّة في تلك المرحلة، وعروض المسرح العالمي في بيروت... كما يعطي الكلمة لأهل المسرح ليسردوا تجربتهم بأقلامهم.
◄ يخصّص ناصر عبد الرزاق الملا جاسم كتابه «المؤرخ صالح أحمد العلي ــــ رحلة التأسيس لمنهج أكاديمي لدراسة التاريخ العربي» (مركز دراسات الوحدة العربية) لاستعراض مسيرة المؤرّخ العراقي الراحل. الباحث يغوص في مراحل حياة العلي (1918ــــ2003) المختلفة، من الموصل إلى بغداد، فالقاهرة، للدراسة الجامعيّة، وصولاً إلى أكسفورد. ويتتبع الكتاب تولّي العلي رئاسة «المجمع العلمي العراقي» بين عامي 1978 و1996 واستئنافه من بعدها عمله الأكاديمي في حقل التاريخ العربي والإسلامي الذي طبعه بمعالم تأسيسيّة.

◄ لعب الاستشراق الدور الأساسي في تقديم صورة نمطيّة عن العرب والمسلمين في الغرب. صوّرهم شعوباً متخلّفة وعنيفة، وعرّف الإسلام كديانة تحضّ على العنف. حاول عدد من المستشرقين والمستغربين تعديل هذه الصورة لكن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) أعادت إلى الواجهة هذا التنميط وزادت عليه مزيداً من المخاوف والأفكار المسبقة. في كتابها «العنف في الإسلام المعاصر ـــــ معطى بنيوي أم نتاج تاريخي» (المركز الثقافي العربي)، تناقش الزميلة ريتا فرج معضلة التنميط تلك. تتطرّق الباحثة هنا إلى عدد من الأسئلة منها: هل العنف بنيوي/ مصدري في الإسلام؟ وهل التأويل السياسي للدين هو ما وحّد بين الدولة والدين؟

◄ يعتبر عبد الله ابراهيم في كتابه «الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة» (الدار العربية للعلوم ناشرون ــــ دار الأمان/ الرباط) أنّ تعارض الأنساق الثقافية في الثقافة العربية أفضى إلى نتيجة خطيرة وهي أنّ الثقافة العربية الحديثة أصبحت ثقافة «مطابقة» لا ثقافة «اختلاف». فهي في جملة ممارساتها العامة، واتجاهاتها الرئيسة، تهتدي بمرجعيات متصّلة بظروف تاريخيّة مختلفة عن ظروفها. في هذا السياق، يستعيد قراءات طه حسين، وعلاقة النقد العربي بالمرجع الغربي، ومؤثرات الخطاب والنصّ في الثقافتين العربيّة
والغربيّة.