محمد عبد الرحمنتراجع الجدل قليلاً حول مسلسل «الجماعة» وتركّز النقاش على شخصية حسن البنا التي أداها ببراعة إيّاد نصار ومدى صدقية الوقائع التاريخية التي تناولها الكاتب وحيد حامد، جاءت الحلقة الـ 16 لتدشّن هجوماً جديداً على العمل بعيداً عن الإخوان المسلمين هذه المرة. فكما هو معروف، فالأحداث تسير في خطين متوازيين: الأول في الثلاثينيات التي شهدت تشكّل الجماعة. أما الخط الثاني فهو ما تفعله الجماعة عام 2006 عبر شخصية وكيل النائب العام (حسن الرداد) وخطيبته (يسرا اللوزي) وجدّها (عزت العلايلي) الذين يناقشون سوياً تأثير الإخوان في الحياة في مصر مع توجيه انتقادات حادة للنظام المصري. إذ يمرّر المسلسل رسالة أنّ النظام فتح المجال لزيادة نفوذ الجماعات الدينية ذات الأهداف السياسية. المشهد الذي أثار الهجوم، يظهر يسرا اللوزي وهي تعمل في إحدى الفضائيات وترصد بالكاميرا الكثير من السلبيات. ثم يظهر في مقر القناة الشيخ عاطف عمار ويجسده الممثل الشاب هشام اسماعيل الذي قلّد قبلاً الداعية الشهير عمرو خالد في برنامج ساخر. ورغم أنه كان متحفظاً في تقليده خلال الحلقة الـ16 من «الجماعة»، لكن المشاهدين عرفوا سريعاً أن المقصود عمرو خالد الذي هاجمه نص وحيد حامد بشدة: إذ صوّره وهو يراقب إحدى المذيعات أو يرفض الرد على اتصال أحد الصحافيين والادعاء بأنه في البلاتوه بينما هو في غرفة الماكياج، ودخوله في مزاد علني مع مدير القناة (عمرو واكد) لرفع أجره خمسة أضعاف. بينما مدير القناة غاضب كون الشيخ يتعامل مثل النجوم، ويؤكد له أنه

الحلقة 16 من «الجماعة» تعرّضت لهجوم شديد وأعادت المسلسل إلى الواجهة


مجرد ممثل يحفظ بعض الكتب ويلقيها على الناس من دون فهم مستغلاً قدراته التمثيلية. وظهر الداعية يقرأ من جهاز إلكتروني الخطاب الموجه إلى الجمهور في إشارة إلى عدم حفظه النصوص. كما تعمّد وحيد حامد أن يكون الدرس عن واقعة في حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رواها بطريقة أخرى الشيخ المعلم لحسن البنا في مرحلة الصبا حتى يظهر الفرق بين دعاة زمان ودعاة الفضائيات. وانتهى المشهد عند هذا الحد لينطلق الجدل حول سبب إقحام اسم عمرو خالد في مسلسل يدور حول الإخوان المسلمين كون الداعية الشهير الممنوع من إلقاء محاضرات داخل مصر، لا علاقة له بالجماعة المحظورة قانوناً. لكن هؤلاء لم تصلهم رسالة وحيد حامد وهي التعليق على ظواهر عدة تتعلق بالخطاب الديني في مصر لا بالخطاب الذي يصدر عن جماعة الإخوان. فحامد حتى لو قصد عمرو خالد بالاسم، إلا أنّه أراد تسجيل موقفه من الدعاة الجدد الذين انطلقوا بعيداً عن المؤسسات الدينية واحتضنتهم الفضائيات الجديدة ليتواصلوا مع الجمهور على طريقة نجوم السينما. كأنّنا بالمسلسل يقول إنّه رغم كثرة هؤلاء الدعاة والحضور القوي لجماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري، ما زال البلد الكبير يعاني انتشار الفساد والتراجع الكبير في مكانته العربية والاقليمية والدولية.