تونس ــ سفيان الشورابيلا يزال الغموض يلفّ كلّ التفاصيل المتعلّقة بالإذاعة التونسية «شمس أف أم» المتوقع بدء بثها في النصف الثاني من الشهر المقبل. ويبدو أن القيّمين على المحطة يتفادون حالياً الحديث عن نوعية البرامج أو المادة الإعلامية التي ستقدّمها الإذاعة الخاصة الجديدة للمستمعين. وباستثناء بعض المعلومات التي سوّقتها وسائل إعلام قريبة من السلطة، لم تخرج إلى العلن أية معطيات إضافية.
حتى الساعة، الأكيد أنّ شركة «تونيزيا برودكاستينغ» التي تملكها سيرين بن علي ابنة الرئيس التونسي من زوجته الأولى، ستشرف على الإذاعة الجديدة، وأن رأسمالها يبلغ ما يقارب مليون دولار، وأنها دخلت في شراكة مع مجموعة من رجال الأعمال التونسيين الذين لم يُعرف عنهم سابقاً اهتمامهم بالنشاط الإعلامي. مديرة البرمجة آمال السماوي بررت حالة الغموض هذه بالقول إن «برامج الراديو ستبقى طي الكتمان إلى موعد انطلاق البث بسبب اشتداد المنافسة مع بقية الإذاعات». ومن المنتظر أن يصل بث «شمس أف أم» في المرحلة الأولى إلى بعض المناطق الشمالية للبلاد. ولم تُعلم بعد تفاصيل العقد الذي بمقتضاه سيُسمح لـ«شمس أف أم» باستعمال معدات البث الحكومية.
وكان وزير الاتصال التونسي أسامة رمضاني قد قال خلال توقيع عقد الترخيص للإذاعة إنّ «مساهمة القطاع الخاص في المشهد الإعلامي من شأنها تعزيز تعددية قطاع الإعلام وثرائه في البلاد بما يستجيب لتطلعات التونسيين وطموحاتهم ويعكس التطور الذي شهدته تونس خلال العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية». ولكن لم يخبرنا الوزير عن أي قطاع خاص يتحدث. إذ يدرك الجميع في تونس أن الإذاعات الخاصة الثلاث التي سبق إطلاقها في السنوات السابقة تدور كلها في فلك عائلة الرئيس زين العابدين بن علي: إذاعة «موزاييك أف أم» التي انطلق بثها سنة 2003 كأول إذاعة خاصة يملكها شقيق زوجة الرئيس بلحسن الطرابلسي، «وجوهرة أف أم» التي تبث من مدينة سوسة منذ 2005 مجهولة الإدارة، أما إذاعة «الزيتونة» الدينية فيملكها صهر الرئيس محمد صخر الماطري وقد أطلقها سنة 2007.
يذكر أن معظم هذه الإذاعات تفوّقت في نسبة الاستماع على جميع المحطات الرسمية، وخصوصاً أنها تركز في برامجها على الجانب الترفيهي والمنوعاتي والرياضي وبعض المسائل الاجتماعية التي لا تُحرج النظام. أما المواضيع السياسية فهي ممنوعة بالمطلق. ويُعتقد أن الإقبال على الاستثمار الإذاعي خلال السنوات الماضية، يعود في جزء منه إلى البحث عن العائدات الضخمة التي يؤمنها قطاع الإعلانات، وبلغت عام 2009 مثلاً قرابة عشرة ملايين دولار بالنسبة إلى «موزاييك أف أم»، وأربعة ملايين دولار لـ«جوهرة أف أم».