أعلنت «القاهرة والناس» عن توقّف برنامج الإعلامية اللبنانية منذ مساء الاثنين في خطوة لم يتوقّعها حتى الغاضبون من برنامجها
محمد عبد الرحمن
بالتأكيد لم تتوقع الإعلامية المخضرمة نضال الأحمدية أن يكون لقاؤها الأول مع الجمهور المصري مخيباً للآمال إلى هذا الحد. أما الغاضبون من جرأة الصحافية اللبنانية البارزة، فلم يتوقعوا أيضاً أن يصل بها الحال إلى توقف برنامجها «مع نضال الأحمدية» فجأة على قناة «القاهرة والناس» ابتداءً من مساء الاثنين.
وعندما تصبح ممثلة شابة مثل ميس حمدان أوفر حظاً من نضال، إذ توقف برنامجها على القناة الأولى المصرية لكنّه استمر على «نايل كوميدي»، فإنّ ما تعرضت له الأحمدية يؤكد أنّ الأساس الذي بني عليه البرنامج كان خاطئاً.
الهدف كان زيادة جرعة السخونة على «القاهرة والناس» التي حرص مالكها طارق نور على تقديم ثلاثة برامج تعتمد على إحراج النجوم، وكشف أسرارهم، ووضعهم في مواجهة مع منافسيهم في الوسط الفني أو الإعلامي والسياسي. وبتاريخها الطويل في الصحافة الفنية، تُعد نضال الأحمدية مؤهلةً لتقديم برنامج من هذا النوع بما لديها من أسرار وحكايات لا تنتهي عن نجوم الفن، وخصوصاً اللبنانيين. حتى أنّ بعضهم تخيّل بدايةً أن البرنامج سيكون مذكّرات مرئية لصاحبة «الجرس»! لكنها اختارت الطريق التقليدي عبر منتج مصري هو عمرو عفيفي الذي اختفى تماماً عن الأنظار، ومخرج لبناني هو كميل طانيوس. وبين بيروت والقاهرة، تاهت الحقائق التي تفسّر المستوى السيئ الذي ظهر به البرنامج. المخرج ونضال ومعدة الحلقات المصرية حنان شومان ألقوا اللوم على المنتج الذي لم يرد، فالتصوير في بيروت والمونتاج في القاهرة من دون حضور المخرج بينما وصلت نضال في الأيام الأولى من رمضان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
غياب المنطق عن الأسئلة وضعف في مستوى الإعداد
لكن كيف يمكن أن يتابع الجمهور عشرين دقيقة من حلقة صُوّرت على مدى 90 دقيقة؟ ولماذا أعطى طارق نور هذه المدة لنضال الأحمدية بينما يقسم برنامج وفاء الكيلاني «بدون رقابة» على أربع فقرات يومية لا تقل مدتها عن 120 دقيقة، رغم أن حلقاته عُرضت قبلاً على lbc؟ لا أحد يعرف ولا أحد يرد. في البداية، اكتفت نضال بالهجوم على المنتج والتهديد برفع دعوى قضائية عليه. لكن طارق نور نسف المبرر تماماً في تصريح مقتضب لجريدة «الشروق» قال فيه إنّ وقف البرنامج جاء بناءً على رغبة الجمهور وأنّ نضال لا تملك حق وقف البرنامج لأنّها ليست المنتجة وأنها هدّدت برفع دعوى بعدما علمت أنّ الحلقة 19 ستكون الأخيرة. وتردّد أنّ نضال لا تستطيع التحدّث عن الموضوع قبل 30 من شهر رمضان وفق ما ينص عليه عقد الاتفاق بينها وبين «القاهرة والناس»، لكنّها ستُخرج كل ما في جعبتها بعد انتهاء الشهر.
هذا عن الخلاف، لكن ماذا عن البرنامج نفسه؟ الكل أجمع على أنّ عيوب الحلقات كانت كثيرة، سواء الحميمية بين نضال وبعض الفنانات بسبب صداقة مسبقة، وتحالف المذيعة والضيفة ضدّ فنانة أخرى، أو غياب المنطق عن الأسئلة وضعف في مستوى الإعداد، كأن تسأل نضال مفيد فوزي «هل لبنان مذكر أم مؤنث؟» أو أن تنسى اسم الممثل هاني رمزي خلال الحوار، فاضطر بعدها أن يحول الموقف إلى إطار كوميدي... فيما تحولت الحلقة إلى ايفيهات جنسية من الفنان المصري بعدما سألته نضال ماذا يمثل له التمثال الموجود أمامه!