سعيد خطيبيالمخرج أحمد راشدي خرج أخيراً عن صمته، واصفاً العمل بالـ«فيلم فرانكو ــــ فرنسي»، معرباً عن أسفه لمنح المؤسسة الرسميّة مسؤولية منح الشريط أكثر مما يستحقه، وصرف 30 في المئة من ميزانيته الإجمالية المقدرة بحوالى 20 مليون يورو... ولفت راشدي إلى أنّ مشروع الفيلم عن شخصية المناضل كريم بلقاسم لا يزال حبيس أدراج وزارة الثقافة، منذ سنتين. واتهم صاحب «طاحونة السيد فابر» (1973) مسؤولين بتعطيل مشروعه المذكور، إضافةً إلى مشروع زميله السينمائي لخضر حامينا الذي سيحمل عنوان «غروب الظلال».
وبعد تصريحات راشدي، خرجت «وزارة الثقافة» من سباتها، وأصدرت بياناً أشارت فيه إلى أنّ «لجنة القراءة اكتشفت بعض النقائص من حيث تقنيات كتابة السيناريو في مشروع فيلم راشدي». كما دافعت وزارة الثقافة عما جاء في فيلم «خارجون على القانون». لكنها تجنبت التطرق إلى فيلم «بشر وآلهة» للفرنسي كزافييه بوفوا الذي يتّهم الجيش الجزائري ضمناً باغتيال رهبان تيبحيرين (1996). واستبعدت الوزيرة خليدة تومي رداً على سؤال ﻟـ«الأخبار»، احتمال عرضه في الصالات الجزائريّة.

أحمد راشدي يهاجم رشيد بوشارب والياس سالم
المعروف أنّ أحمد راشدي بات اليوم يعيش حالة قطيعة وتصادم مع المؤسسات الرسميّة، بعد أربعة عقود أمضاها في نعيم الحزب الحاكم. وذلك بعد فشل فيلم «مصطفى بن بولعيد» (2008)، الذي ابتلع مبالغ طائلة من الميزانيّة العامّة. يبدو أن أحمد راشدي لم يهضم مساعي إبعاده من دائرة الدعم السينمائي السنوي، وراح يتحامل وينتقد ويقلّل من قيمة كثير من المخرجين الشباب. فقد وصف مثلاً المخرج إلياس سالم، صاحب فيلم «مسخرة»، بأنّه «ضحك على الذقون». واعتبر جيله أهم جيل في تاريخ الفن السابع، في الجزائر، مشيراً إلى أن السينما الجزائرية لن تبلغ الذروة سوى بالعودة إلى الثورة التحريرية التي مرّ عليها نصف قرن.