عمان | وقع 50 نائباً أردنياً على مذكرة تطالب الحكومة بالتنبه إلى ما وصفوه بـ»السموم» التي تبثها قناة «رؤيا» واسعة الانتشار في الأردن، مطالبين إياها باتخاذ موقف صارم من المحطة. وفي الوقت نفسه، كانت «هيئة الإعلام المرئي والمسموع» الأردنية قد أحالت «رؤيا» إلى النائب العام على خلفية بثها فقرة ضمن أحد البرامج وصفت بـ «المسيئة لقيم وعادات المجتمع»، على حد تعبير النواب.
المقطع موقع الجدل، ظهرت فيه فتاة تقلد مقدمي برامج الأطفال وتروي ثلاثَ قصص: الأولى عن امرأةٍ تستدعي نجَّاراً لإصلاح خزانتها، فــ»يدفعها إلى السرير ويمزِّقُ ملابسها». وبعدما استدركت نفسها، انتقلت إلى قصة ثانية، لكنها أيضاً وصلت بالقراءة عن «علاقةٍ مثليَّة بين امرأتين تتبادلانِ القُبَل»، فيما وصلت المحاولة الثالثة إلى «رجلٍ أبله يلعقُ الخَوْخَ على جسَدِ ساحرة».
في المقابل، ردت «رؤيا» في بيان سريع أول من أمس بأنها تعتذر عن «سوء الفهم الذي نتج عن مضمون البرنامج»، مصرة على أنه «موجه للكبار لا للأطفال». وتابع البيان: «البرنامج هدف إلى تقديم نقد ساخر لحال ما وصلت إليه بعض وسائل الإعلام العربية في مضامين برامجها». حالة الجدل التي استمرت طوال يومين، دفعت وزير الدولة لشؤون الإعلام، محمد المومني، إلى مجاراة رد الفعل الشعبي ضد القناة، التي يصر بعضهم على الغمز من بوابة أن مالكيها من العائلات الأردنية المسيحية، فأكد المومني أنه سيجري «تطبيق القانون في هذا الشأن».

إحالتها على النائب العام بتهمة «الإساءة إلى قيم المجتمع»
وبينما قال معلقون إن البرنامج منسوخ عن برنامج أجنبي للأطفال، فإن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالانتقادات، بل جرى تدشين هاشتاغات عديدة أبرزها #قاطعوا_رؤيا - #انا_مسلم_انا_أقاطع_رؤيا. كما أنشأ فيسبوكيون مقارنة بين «فسح المجال لـ «رؤيا»، والتضييق على قناة «اليرموك» الإسلامية الأردنية» (إخوان مسلمين) التي أوقفت عن البث الأسبوع الماضي. أما النواب المعترضون، فلم يسلموا من نقد لاذع «لانشغالهم بقضايا سطحية على حساب قضايا المواطن الجوهرية». وبعيداً عن الرأي في ما بث عبر «رؤيا» التي تأسسّت عام 2011 برؤيا بصرية حديثة ومجموعة متكاملة من البرامج الإخبارية والثقافية والترفيهية والمنوعة، مقلّدةً أسلوب Lbci اللبنانية،، فإن الجدل الذي أعقبه وحجم ردود الفعل يكشفان عن هيمنة الأفكار المحافظة، والتيار السلفي الذي يسحب إليه المسؤولين أنفسهم في غالبية الأحيان. من يتابع ردود الفعل على المقطع، يلحظ إقحام لغة طائفية دعت عدداً من الكتاب إلى التحذير من استغلال الموضوع في إشعال فتنة طائفية.

https://www.facebook.com/khaled.ayasrh/videos/vb.100000079390648/1042676075745029/?type=2&theater