لم تعد قناة «أبو ظبي» تتوجّه بأعمالها إلى الجمهور الخليجي فحسب، كما كان يحدث سابقاً، بل سخّرت المحطة الاماراتية كل إمكاناتها لتصبح شاشة منافسة لزميلاتها، وأولاها mbc. عرفت «أبو ظبي» كيف تلتقط زمام البرامج اللافتة، وتخوض غِمار المنافسة بأعمال تلفزيونية تدور ضمن خارطة المواهب، بعيداً عن المواهب الغنائية.
كانت البداية مع برنامج «مذيع العرب» (الأخبار 31/3/2015) الذي عُرض العام الماضي، على أن يتبعه قريباً برنامج Arab Casting (الأخبار 28/7/2015) الذي يجري الإعداد له. والجديد في العمل أن لجنة تحكيمه بدأت تتكوّن من وجوه لافتة في التمثيل، فقد تفاوض القائمون على المشروع مع الممثلين السوريين قصي خولي وباسل خياط (الصورة)، ومن مصر غادة عبد الرازق. أما من لبنان، فقد وقع الإختيار على كارمن لبّس. لفتت لبّس في حديث لـ «الأخبار» إلى أنه بالفعل جرى الإتصال بها ووافقت على العمل، ولكنها تضيف «لا يمكنني إعطاء تفاصيل عن Arab Casting لأن الاستعدادات ما زالت قائمة». وعن أسباب موافقتها على تلك الخطوة، توضح نجمة «إبنة المعلم» أن البرنامج فرصة للذين يملكون مواهب في التمثيل، إذ «يأتي المشروع المنتظر ليقول إنّ هناك مواهب مدفونة في العرب، وليس صحيحاً أن كل المواهب هي للغناء فقط». من جانبه، يصرّح النجم السوري باسل خياط لـ «الأخبار» قائلا: «سيصّور البرنامج في لبنان ويبدأ عرضه في نهاية الشهر الجاري. أنا عضو في لجنة تحكيم العمل الذي سيتولى مهمة البحث عن المواهب التمثيلية، أي مثله مثل البرامج المعروفة التي تبحث عن المواهب العربية، إنما يختّص برنامجنا فقط في التمثيل. كما أن العمل قد يعرض على محطات أخرى إلى جانب بثّه على «أبو ظبي»». ويضيف خياط «من المؤكّد أن البرنامج لا يغني عن التعليم الأكاديمي، بل هو حالة بحث عن مواهب ووضعها في أوّل الطريق». أما عن الهدية التي ستقّدم للفائز في البرنامج، فردّ نجم «سنعود بعد قليل»: «لم تبلغنا الجهة المنتجة ماهية الجائزة، لكن من المؤكّد أنه سيكون هناك عقد معين كنوع من التقييم لإمكانات الرابح». في السياق نفسه، يشير مصدر مطلع إلى أن لجنة التحكيم قد تتغير في اللحظات الأخيرة، وخصوصاً أن القائمين على البرنامج يفتّشون عن إسم خليجي ليكون داخل اللجنة. في بداية الاستعدادات لـ Arab Casting، عرضت المشاركة على الممثل الكويتي طارق العلي، ومن ثم على مواطنته هيا عبد السلام، إلا أن الثنائي رفض في اللحظات الأخيرة. لذلك لا تزال عملية التفتيش عن وجه خليجي جارية. لا يعدّ Arab Casting العمل الأول الذي يبحث عن المواهب في التمثيل، بل سبقته برامج عدّة تدور في الفلك ذاته ومن ضمنها «نجمة العرب» الذي عرضته قناة «روتانا» قبل عامين. فما الجديد الذي سيضيفه مشروع «أبو ظبي»؟ وكيف لبرنامج سيبحث عن موهبة التمثيل لدى هواة أن يثير شهية المشاهد ويجذبه؟ ألا يعد أداء الممثل حتى وإن كان محترفاً جزءاً لا يمكن أن يثمر إلا عندما يتكامل مع تفاصيل أخرى أهمها النص المكتوب بعناية ورؤية المخرج البصرية، ومكان التصوير وعناصر فنية أخرى من ديكور وموسيقى وغير ذلك؟