زياد الرحباني لن يذهب إلى «بيت الدين»



بيار أبي صعب
«الاحتياط واجب» يقول لنا زياد الرحباني في دعاية تجاريّة شهيرة، انتقده عليها الجزء الأكثر راديكاليّة من جمهوره الرافض أي تنازل لقيم السوق، فيما ضحك الجزء الآخر ملء شدقيه ككل مرّة يقول فيها الابن الرهيب للمؤسسة الرحبانيّة شيئاً، أو يبتكر شيئاً. «الاحتياط واجب»؟ بلا شكّ! ليت زياد نفسه اتبع تلك النصيحة، وأخذ بعض الاحتياطات. لو فعل لأمكن آلاف الهواة والمحبين أن يجدّدوا لقاءهم معه، في فسحة مخصصة للموسيقى الخالصة، في فضاء استثنائي هو «مهرجانات بيت الدين». لكن الرحباني الابن الذي كان يعمل من دون توقّف منذ أسابيع طويلة واصلاً الليل بالنهار، مشغولاً بتحضير برنامج بيت الدين ضمن مشاريع أخرى، رزح فجأة تحت وطأة الإعياء والإجهاد وقلّة النوم... وما كان من أطبّائه سوى أن تلقفوه في الوقت المناسب، وتدخّلوا تدخلاً حاسماً ليمنعوه عن أي حركة أو جهد لفترة لا بأس بها من الزمن.
النتيجة لن تكون سارة لآلاف المحبين اللبنانيين والعرب ممن كانوا يترقبون بفارغ الصبر حلول نهاية الأسبوع المقبل، كي يزحفوا جحافل إلى مقر إقامة الأمراء في الشوف، ويقتحموا قصر المير بشير للقائه... ولا شكّ في أن البيان الذي عمّمته «لجنة مهرجانات بيت الدين» («الأخبار»، عدد أمس)، كان له وقع الصاعقة على هؤلاء الآتين من سوريا وفلسطين والاردن والمغرب العربي والخليج، إضافة إلى الجمهور المحلي طبعاً، لحضور إطلالته الأولى هذا العام تحت عنوان مشفّر هو DAKT (راجع «الأخبار»، ملحق مهرجانات الصيف العربي 2010، أوّل تموز/ يوليو الحالي). «تأسف اللجنة لإعلانها إلغاء الامسية التي كان سيحييها الفنان الكبير زياد الرحباني مساء السبت 17 تموز، بسبب تعرّضه لحالة من الإرهاق الشديد استوجب الراحة».
بالإمكان استرداد ثمن البطاقات ـــــ يقول البيان ـــــ أو أخذ بطاقات حفلات أخرى بدلاً منها. تلك البطاقات التي نفدت فور إعلان مشاركته ضمن برنامج المهرجان. وكان الكلام يدور حول التمديد لليلة ثانية. لكنّه الآن موعد مؤجل في كل الأحوال. «مقلب» جديد من مقالب زياد الرحباني الذي ننتظر أن يعود إلينا بعد قسط وافر من الراحة. ماذا نفعل «لولا فسحة الأمل...»؟