strong>زينب مرعيعلى اللوح، نقرأ «إحم إحم رز بلحم، أنا باكل وأنت بتلحوس الصحن». وإلى جانب هذا الشعار شجرة أورَقَت «عدّيات» أخرى حفظناها في صغرنا. هكذا من خلال المسرح التفاعلي، تحاول «مجموعة كهربا» المسرحيّة أن تعيدنا في عرضها الأخير، «كان في عصفور عالشجرة»، إلى تراثنا الشفهي عبر تذكيرنا بعبارات كنّا نرددها في صغرنا. كما تسعى المجموعة إلى تكريس هذا التراث في أذهان الأطفال الذين باتوا يفضلون اليوم التلفزيون وألعاب الكومبيوتر.
تُقدّم المجموعة عرضها اليوم في «المركز الثقافي الفرنسي» في دير القمر، بالاشتراك مع «دار قنبز»، ضمن «مهرجانات دير القمر». ثم ينتقل العرض في 20 تموز (يوليو) إلى «مشمش» (عكار ـــــ شمال لبنان) وفي 27 منه إلى الهرمل (البقاع ـــــ شرق لبنان)، ضمن «مهرجان الكتاب المتجوّل للأطفال والناشئة». وترتكز المجموعة في عرضها على كتاب «عدّيات» («دار قنبز» ـــــ «جمعية السبيل») لنجلا جريصاتي خوري. وجمعت هذه الأخيرة في الكتاب، عدّيات من لبنان، وسوريا، وفلسطين، والأردن، ومصر، فعلّقتها «مجموعة كهربا» على شجرتها.
يطلب المسرحي أوريليان زوقي من الجمهور مساعدته في قراءة ما علّق على الشجرة عندما يتلعثم بعبارات مثل «خيط حرير على حيط خالتي أم خليل». زوقي هو المحرّك الوحيد لعرض صامت إجمالاً، لا يشاركه فيه سوى محرّك الدمى الفرنسي إيريك دينيو، و...الدمى طبعاً، أبرزها «تاتا قنبز». إذ إنّ «مجموعة كهربا» كغيرها من المسرحيين اليوم، ترى أنّ المسرح يمكن أن يعيد النشاط إلى مخيّلة الناس والأطفال. بالنسبة إلى أوريليان زوقي، فإنّ عرض الدمى يعتمد من بدايته إلى نهايته على قدرة المشاهد على الانخراط في اللعبة، واعتبار الدمية كائناً حقيقياً وتقبّل أفعالها. ويتناقض مبدأ الدمى مع أسلوب وسائل الإعلام وأدوات التواصل الحديثة التي تمطر المشاهد بالتأثيرات البصريّة وتحرمه من أي قدرة على التخيّل. لكن ما يتميّز به عرض «كان في عصفور عالشجرة»، هو أنّ الدمى صامتة. مهمتها أن تحرّك بصمتها، خيوط زوقي، لتجعله يتحدّث مع الجمهور... تحافظ المجموعة في عروضها على بساطة كبيرة. ويستعمل فيها الممثلون أغراضاً منزليّة لابتكار الديكور. وهذه الأخيرة تساعد ـــــ برأي المجموعة ـــــ على تنشيط مخيلة الأطفال، بما أنها تنبهّهم إلى طرق مبتكرة، وخارجة عن المألوف لاستعمال هذه الأغراض. كما أنها تسهّل عمليّة انتقال العرض من منطقة إلى أخرى، وهو أحد أهداف المجموعة التي تريد أن تحمل المسرح إلى كل اللبنانيين. لكن مسرح «مجموعة كهربا» التي أسّسها زوقي مع المصوّرة والممثلة ريما مارون، يذهب أبعد من ذلك في بساطته، فلا يرى أنّ هناك داعياً لإخفاء محرّك الدمى. ويرى زوقي أنّ المجموعة لا تبحث عن الإبهار أو خلق تأثيرات بصريّة معيّنة، بل تسعى إلى اعتماد البساطة في العروض، بهدف التواصل مع الجمهور على نحو أفضل. قد يبدو ذلك التأثير أوضح على مستوى الأطفال، الذين يهبّ بعضهم لتحسّس الأغراض التي يعلّقها زوقي.
قدّمت المجموعة التي تألّفت عام 2007، ستة عروض حتى الآن، كان أوّلها «عربيّتنا»، مروراً بـ«أصوات في الظلام»، و«تنذكر وما تنعاد». في كلّ عرض، تقدّم المجموعة شيئاً مختلفاً، تستعين لإتمامه بممثلين مختلفين. لكنها تحاول أن تخلق عروضاً عائليّة، تمنح فيها قسطاً من الإفادة والتسلية للكبار والصغار، لا أن يكون الكبار فيها مجرّد مراقبين لأطفالهم، كما أنها تشجّع ثقافة المسرح في مختلف المناطق اللبنانيّة.


10:00 صباح اليوم ـــ «المركز الثقافي الفرنسي» (دير القمر) ـــ للاستعلام:
05/510016