لكل ذوق ليلته في «بيبلوس». تتوالى أمسيات من البرنامج المتنوّع لتصل مساء الجمعة المقبل، إلى محطّة ينتظرها محبّو الموسيقى اللاتينية، وخصوصاًً تلك التي تأخذ شكلاً استعراضياً لناحية المهارات التقنيّة في العزف على الغيتار. بعد كايتانو فيلوسو، يحيي عازف الغيتار الكندي الأصل جيسي كوك (مولود في فرنسا عام 1964) أمسية وحيدة، يشعل خلالها الجماهير التي تابعت أعماله المسجلة في السنوات الأخيرة. للعازف الأربعيني شعبية كبيرة في لبنان، كسبها من خلال ألبوماته الثمانية، وخصوصاً تلك التي صدرت في السنوات العشر الأخيرة، مثل Free Fall (2000) وNomad (2003)، وFrontiers (2007). طبعاً لا يمكن الكلام عن حالة فنية كبيرة يمثّلها كوك. نمطه الفني يتبع قاعدة الموسيقى الخفيفة، أي التي تعتمد اللحن السهل، والتوزيع غير المعقّد، والإبهار في تقديم المادة المتناولة. درس جيسي كوك أصول العزف الكلاسيكي على الغيتار، كأساس لأيّ مسيرة هاوية أو احترافية في هذا المجال. انصرف لاحقاً إلى اللون الغجري والأنغام والإيقاعات اللاتينية، وتحديداً موسيقى الرومبا الكوبية، التي كرّس لها ألبومه الأخير بعنوان The Rumba Foundation (2009)، وكذلك الفلامنكو، الذي يفتح من حيث قواعده مجالاً لإظهار البراعة في العزف على الآلة الأساسية فيه. وبالتالي، نجد غالباً في إنتاجه مزيجاً لهذه الأنماط، وإن طغى هذا اللون أو ذاك في بعض الأحيان. علماً بأننا قد نقع على تأثيرات تراثية أخرى، يدخلها كوك إلى ريبرتواره بعد جولاته في التعرّف إلى موسيقى الشعوب.
يأتي جيسي كوك إلى لبنان بعد عشرات الحفلات التي أحياها في أعرق المهرجانات العالمية، ليقدّم في «بيبلوس» أمسيته الوحيدة مع فرقته الرباعية. ويُتوقع أن يؤدي معظم ما حوى ألبومه الأخير الصادر السنة الماضية، إضافةً إلى بعض القديم الذي نال رواجاً عالمياً.
قد لا يكون الاستماع إلى أعمال جيسي كوك المسجلة على أسطوانات أمراً جذاباً حتى لمحبي هذا التوجه الموسيقي الخفيف. لذا، ستكون الحفلة الحية فرصة للجمهور اللبناني للتمتع برؤية العرض الفنيّ. كوك بذاته يعترف بأنّ الحفلات الحية هي الأعز على قلبه بين وسائل التواصل الفني كلها. وهذه ليست مصادفة!
ب. ص.

8:30 من مساء الجمعة 16 تموز (يوليو) ـــــ «بيبلوس» (جبيل/ لبنان) www.byblosfestival.org