رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها، ها هو الإعلامي اللبناني يعود في رمضان ببرنامج جديد تعرضه قناة «القاهرة والناس»... فهل يثير برنامجه مجدداً نقمة المصريين الذين اتهموه «بمحاولة اغتيال ضيوفه معنوياً»؟
باسم الحكيم
لا شكّ في أنّ طوني خليفة يعرف جيّداً كيف يكون ظهوره على الشاشة جذّاباً. استطاع الإعلامي اللبناني أن يقدّم سلسلة برامج تلامس المحظورات. هكذا، رسّخ خليفة صورة الإعلامي المشاكس في أذهان مشاهديه منذ برنامج «لمن يجرؤ فقط» على lbc. وعند انتقاله إلى قناة «الجديد» وتقديمه برنامج «للنشر»، فتح مواضيع احتكرتها لفترة طويلة المجلات الفنية الباحثة عن الإثارة.
كلّ ما سبق شجّع رجل الأعمال المصري طارق نور على التعاقد مع خليفة في رمضان الماضي، ثم تجديد التعامل معه في برنامج «بِلسان معارضيك» الذي سيعرض في رمضان على قناة «القاهرة والناس». غير أن خليفة لن يكتفي بهذا البرنامج في رمضان، بل سيتواصل مع جمهوره في موسم جديد من برنامج الألعاب «دولارات وسيّارات» على «الجديد». كذلك يَعِدُ بموسمٍ رابع من برنامج «للنشر» بعد رمضان. أما الأبرز، فهو ما أشيع أخيراً عن عودته القريبة إلى lbc التي شهدت انطلاقته الإعلامية.
«أثناء تكريم المخرج سيمون أسمر، قلت إن اتصالاً حصل بيني وبين «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، لكن لم نعقد أي اجتماع رسمي. أنا ملتزم اليوم بعقد مع «الجديد»... وأؤكد أنني إذا تركت هذه المحطة يوماً، فلن أعود إلّا إلى lbc»، يقول خليفة لـ«الأخبار».
لم يسلم طوني خليفة من النقد في العام الماضي، وخصوصاً بعد برنامجه «لماذا؟»، إذ أثار هذا البرنامج موجات غضب عند المصريين بسبب اتهامه «بمحاولة اغتيال ضيوفه معنوياً» (راجع «الأخبار» عدد ١٢ أيلول/ سبتمبر ٢٠٠٩). لكن ذلك لم يمنعه هذا العام من تقديم برنامج مصري جديد.
وبعدما كان حائراً بين فكرتين، استقرّ على فكرة تقديم برنامج «بلسان معارضيك» الذي يستقبل فيه ضيوفاً مصريين من مجالات مختلفة، مثل السياسة والدين والرياضة والاقتصاد... لكن ماذا عن نجوم الغناء والتمثيل؟ «سأسعى إلى استضافة فنانين لديهم فكر ومواقف مؤثرة... لذا أتمنى أن أستقبل عادل إمام». ويُتوقّع أن يبدأ خليفة بتصوير البرنامج قريباً في «استديو فيزيون» ـــــ النقاش (شرقي بيروت) تحت إدارة المخرج ميلاد أبو رعد، على أن ينتهي التصوير قبل حلول رمضان.
إذاً، لن يغيب خليفة هذا العام عن الشاشة المصرية، بل يبدو أن «بلسان معارضيك» سيقتصر على استقبال ضيوف «مشهورين داخل مصر، لكنهم قد يكونون غير معروفين في العالم العربي».
يقول خليفة إن برنامجه الجديد لن يكون مختلفاً عمّا سبق أن قدّمه، «كلّ برامجي فيها نَفَس واحد، لكنها ليست متشابهة». ويضيف: «بعض الضيوف اشتهروا بعد ظهورهم في برنامجَي «ساعة بقرب الحبيب»، و«لمن يجرؤ فقط»، ثم اعتذروا عن عدم الظهور معي مجدداً، لأنهم يبحثون عن إعلامي يتغزّل بهم، ولا يحرجهم أو ينتقدهم».
وبالعودة إلى القاهرة، لا شكّ في أن دخول طوني خليفة إلى مصر كان سابقةً بالنسبة إلى الإعلاميين اللبنانيين. لذلك توقّع حملة إعلامية ضدّه، «وخصوصاً أن المصريين يرفضون أن يتدخّل أيّ شخص عربي أو أجنبي في مشاكلهم بسبب عصبيّتهم». ويؤكّد أنه فتح الطريق أمام أكثر من إعلامي لبناني لدخول مصر. لكنّه يعود ليستثني رزان مغربي، «رزان لا تُعدّ إعلامية لبنانية بل عربية»!
هكذا تحوّل خليفة العام الماضي إلى إعلامي «غريب» يتدخّل في شؤون المصريين. ومع ذلك، يرى أنّ الوسط الفني لم يرفضه، «بل أبدى بعض الصحافيين استياءهم فقط». ولا ينسى التذكير بأن الوضع الإعلامي والفني يختلف بين مصر ولبنان، «لم نجد أيّ لبناني ينتقد وفاء

يعتذر من الممثّلة هالة صدقي لأنّه كان «قليل الأدب معها»
الكيلاني أو عمرو أديب بسبب تطرقهما إلى ملف سوزان تميم وغيره». وفي تقويم شخصي، يؤكد خليفة أن برنامح «لماذا؟» شابته بعض الأخطاء «وبعض الأسئلة غير المضبوطة». هنا، يعلن خليفة أنه يعتذر من الممثلة هالة صدقي «لأنني كنت قليل الأدب معها، إذ سألتها عن الطريقة التي حملت بها بتوأمها، ولم أشارك في عملية المونتاج لحذف السؤال». لكنّه يقول «ضميري مرتاح بالنسبة إلى برنامجي السابق. لم أفشِ أسرار أحد، بل سألت ضيوفي عن المواضيع التي لا يريدون التطرق إليها قبل الحلقة».
وماذا عن الموسم الجديد لبرنامج «للنشر»؟ يعلن خليفة لـ«الأخبار» أن البرنامج سيعود بعد رمضان، «سأعتمد فكرة هذا البرنامج دائماً في المستقبل، لأنها قادرة على الاستقطاب، وتعيش لسنوات مثلما عاشت برامج أوبرا وينفري ولاري كينغ». ويرفض اتهامه بالبحث عن الإثارة، «بعض المواضيع التي أطرحها سبق أن طرحها زافين قيومجيان أو مالك مكتبي وبطريقة أوقح، كما أنني أستقي مواضيعي أيضاً مما يطرح في الصحف... فهل يحق للجميع طرحها، وأُتّهم وحدي بالإثارة؟».
وفي انتظار أن يبدأ الموسم المقبل من «للنشر»، موعدنا مع خليفة في رمضان على «القاهرة والناس»، فهل يثير برنامجه نقمة المصريين مرّة أخرى وعاصفةً من الاعتراضات؟


«بيروت والناس»

لم تكتمل شبكة برامج «القاهرة والناس» بعد. وأعلن طارق نور أن وفاء الكيلاني (الصورة) ستنضم إلى أسرة المحطة في برنامج مشابه لـ«بدون رقابة»، لكنها استقرت أخيراً على اختيار 30 حلقة من البرنامج نفسه، لعدم تمكّن الكيلاني من تصوير برنامج جديد، بسبب عدم سماح lbc لها بذلك. وفي زحمة الاستعدادات، أعلن نور نيته إطلاق سلسلة قنوات رمضانية فكرتها مشابهة لقناته الحاليّة. هكذا، يطلق «بيروت والناس»، و«جدة والناس» و«دبي والناس». فهل نأمل أن تجد الدراما اللبنانيّة طريقها إلى المحطة في الموسم المقبل؟