إلغاء حفلتها في إسرائيل احتجاجاً على مجزرة أسطول الحرّية، زاد ربما من شعبيتها. الفرقة الافتراضيّة البريطانية تضرب لنا موعداً مع التريب ــ هوب، والبوب، والروك في جبيل، قبل أن تنتقل إلى دمشق

بشير صفير
بصَرْف النظر عن أهمية الأمسيات الأخرى، تبقى الحفلة المرتقبة لفرقة Gorillaz الحدث الأبرز في «مهرجانات بيبلوس» هذه السنة، والمحطة الفنيّة الأكثر جاذبيةً ضمن فئتها، بما أنّ داعيها هو «الأول» في مجال الموسيقى الشبابية. لكن، لدى إطلاق البرنامج، لم يوحِ مجيء الفرقة البريطانية الافتراضية إلى لبنان بأكثر من كونه موعداً إضافياً، أتى ليعزز حفلة فرقة الروك الشهيرة Archive (التي خذلت الجمهور بإلغاء حفلتها قبل أيّام). لكن ما هي الأسباب الذي وجّهت الأنظار تصاعدياً إلى حفلة Gorillaz؟
طبعاً قد لا تعني هذه الفرقة شيئاً لشريحة كبيرة من الجمهور. لكن ضمن نمطها، لا يضاهيها قيمةً أي اسمٍ مدعوٍّ إلى «بيبلوس». كذلك فإنّ إلغاء فرقة «آركايف» حفلتها في المهرجان «لأسباب مادية رخيصة» بحسب المنظمين، حوّل كل الاهتمام إلى زميلتها، بينما أدّى إلغاء «غوريلاز» لحفلتها في إسرائيل، احتجاجاً على مجزرة أسطول الحرّية، إلى تقدير خطوتها (أقلّه عند الداعين إلى مقاطعة إسرائيل) وتداول اسمها في أوساط لم تكن تعرفها قبلاً. أما السبب الأهم لتحوّل الأنظار إلى «غوريلاز»، فيبقى فنّياً بحتاً. مَن سمع ألبوم الفرقة الأخير Plastic Beach، ظن أنّ الحفلة اللبنانية ستكون نموذجاً مصغراً عنه، إذ ضم مجموعةً كبيرة من الفنانين الضيوف، بدت مشاركتهم شبه مستحيلة في حفلة حية. غير أن معظمهم سيحضر فعلاً، لا إلى بيروت فقط، بل إلى العاصمة السورية أيضاً (25/ 7 في قلعة دمشق).
قبل الدخول في الموضوع، لا بد من توضيح لغطٍ بات متداولاً في لبنان، إذ نشرت إحدى الصحف حديثاً مع العضوَين المؤسسَيْن لـ«غوريلاز»، دايمون آلبرن وجيمي هيولت. وفي النص الممهِّد للحديث، يتباهى الكاتب بعاصمتنا، وكيف أنّ لبنان لا يمكنه إلا أن يكون على جدول حفلات الفرقة، هي التي أتت إلى بيروت تبحث عن فرقة لتعزف معها، فوجدت «الأوركسترا الوطنية للموسيقى العربية» التي عزفت في مطلع أغنية White Flag. أوّلاً، الفرقة مرّت ببيروت لأغراض عدّة، وهذا صحيح. لكنّ «الأوركسترا الوطنية للموسيقى العربية» ليست فرقتنا اللبنانية، بل تلك السورية، وقد شاركت فعلاً في التسجيل، وورَدَ في الكتيِّب اسمها واسم قائدها، أي عصام رافع، المسؤول عن قسم الموسيقى الشرقية في المعهد الموسيقي العالي في دمشق. لكنّ الموقع الإلكتروني لـ«بيبلوس» لم يورد أيضاً جنسية الأوركسترا في النص الخاص بهذه الحفلة! أما التسجيل، فقد حصل أيضاً في سوريا كما يشير الـDVD المرفق بالنسخة الخاصة فقط من Plastic Beach - Special Edition، وحوى مشاهد من مراحل إعداد الأسطوانة. أضِف إلى ذلك، أن دايمون آلبرن عشق العاصمة السورية، والحفلة الدمشقية هي هدفه الأوّل، كما يقول مقرّبون من الموسيقي البريطاني.
إذاً «غوريلاز» في لبنان أولاً، وفي الشام بعد خمسة أيام. إنها الفرقة الافتراضية التي أسّسها عضو فرقة Blur دايمون آلبرن عام 1998، وخلق شخصياتها الافتراضية الرسام جيمي هيولت الذي وضع

حققت الفرقة نجاحاً منقطع النظير بفضل أغنياتٍ جذابة ومتقنة موسيقياً

لها مع زميله قصصاً افتراضية. ضمت الفرقة بداية أربعة أفراد افتراضيين، يقابلهم أربعة حقيقيون. غير أن تركيبتها تبدّلت كثيراً، إضافة إلى مشاركة العديد من الضيوف في كل ألبوم. أصدرت «غوريلاز» ألبومها الأول غير المعنوَن عام 2001، وتلاه عام 2005 Demon Days. حققت الفرقة نجاحاً منقطع النظير بفضل أغنياتٍ جذابة ومتقنة موسيقياً ضمن فئة التريب ـــــ هوب والبوب، والروك، والموسيقى الإلكترونية والراب أحياناً، كذلك ساعدت في انتشار أعمالها شهرة مؤسسها السابقة مع فريقه الأول Blur، ودعوتها فنانين معروفين للمشاركة في هذه الأغنية أو تلك. أضف إلى ذلك الجاذبية التي تخلقها آلية عمل الفرقة وقصص أبطالها الافتراضيين.
أعلن آلبرن حلّ «غوريلاز» عام 2006، ثم عاد وعمل على ألبوم الفرقة الثالث Plastic Beach، الذي صدر في آذار (مارس) 2010. منذ صدوره، حقق العمل مبيعات ضخمة لأسباب عدة، أهمها التنوّع الموسيقي الذي تضمنه، والأسماء الشهيرة التي شاركت في تنفيذه. ولعلّ من بين أهم هذه الأسماء لو ريد ودو لا سول، وباشي، وبول سيمونون، وميك جونز، وبوبي ووماك، وموس ديف، وكانو و«الأوركسترا الوطنية للموسيقى العربية»... واللافت أنّ معظم هذه الأسماء ستشارك في حفلتَيْ الفرقة إلى جانب آلبرن طبعاً، باستثناء بعض الأسماء الكبيرة التي كان حضورها ليمثّل حدثاً بحدّ ذاته، مثل لو ريد وغيره.

8:30 مساء 20 تموز (يوليو) ـــــ «بيبلوس» (جبيل/ لبنان) ـــــ للحجز: 01/999666
25 تموز (يوليو) ـــــ «قلعة دمشق» (سوريا) ـــــ للحجز: 00963933006008


جزيرة البلاستيك

يمثّل ألبوم «غوريلاز» الجديد محور جولتها العالمية: «الهروب إلى شاطئ البلاستيك». وترافق الموسيقى عروض شرائط صور متحرّكة وأعمال فنية من توقيع جيمي هيولت. حوى Plastic Beach 16 أغنية، كلّ منها ضمّ موسيقياً ضيفاً أو أكثر. هكذا أتى العمل منوّعاً من حيث الأنماط. هذه المرة، إلى جانب الإلكترو ـــــ روك والهيب ـــــ هوب والروك، دخلت الموسيقى الأوركسترالية الكلاسيكية (مقدمة الألبوم الـ«بيتهوفنية» النَفَسْ)، والموسيقى الشرقية في أغنية «الراية البيضاء» (التي تتحول إلى أجواء الراب)، كما تظهر تأثيرات فرقة Blur (في Stylo مثلاً)، ويطغى استخدام السنتيسايزر والإيقاعات على طراز السبعينيات والثمانينيات. أما الـDVD الذي أرفِق بالنسخة الخاصة من الألبوم، فيصوّر مراحل إعداد الأسطوانة، كما يحكي قصة «جزيرة البلاستيك» التي «تكوّنت من البلاستيك السابح في المحيطات...» كما يقول آلبرن.