فقدت الحوارات الفنيّة «رهجة زمان»، ولم تعد العمود الفقري في البرمجة الخاصة بشهر الصوم. مع ذلك، دخل «صنّاعها» في سباق مع الزمن للانتهاء من مرحلة التحضير
باسم الحكيم
هل ستُخرج المحطات اللبنانيّة البرنامج الحواري من دائرة اهتمامها نهائيّاً في رمضان؟ الرهان لم يعد على الحوارات الفنيّة التي عُدّت سابقاً عموداً أساسيّاً في البرمجة، ومحط أنظار المشاهد والمعلن معاً. فالخسائر الماديّة التي تكبّدتها بعض الشاشات بسبب فشل برامجها، حتّمت إعادة التفكير في المسألة، على قاعدة أن نجوم الفن وأهله لم يعد لهم «رهجة زمان».
مع ذلك، دخل «صنّاع» البرامج في سباق مع الزمن للانتهاء من مرحلة التحضير. وسام بريدي يطلّ على mtv في برنامج رمضاني، ومايدة أبو جودة تستقبل نجوم الفن والثقافة والإعلام على «المستقبل»، ووسام صبّاغ يجمع زملاءه الفنانين في سهرة يسألهم عن كل شيء إلا عن الفن على Otv، بينما تكتفي lbc بالمسلسلات وببرنامج ألعاب. وتلك هي حال «الجديد» حيث يلعب طوني خليفة مع المشاهدين، وتغيب السهرات الرمضانيّة السنوية عن تلفزيون «المنار» الذي يعرض أيضاً برامج المسابقات. وتبتعد nbn عن الاستضافات الفنيّة، لتطلّ هالة الطويل في برامج اجتماعيّة إنسانيّة.
لم يحدّد الاسم النهائي لبرنامج وسام بريدي، لكن فكرته جاهزة، تقوم على استضافة ثلاثة أو أربعة ضيوف من أهل الفنّ والسياسة والإعلام في دعوى إفطار في الهواء الطلق، ويرجح تصويره في مناطق سياحيّة من لبنان. ويعلّق بريدي: «البرنامج جديد لجهة مضمونه وديكوره، يجمع بين النقاش والمغامرة». ويتولّى إعداده بريدي مع إيلي عساكر وينتجه نجيب صبّاغ، ويخرجه كميل طانيوس، وهو مخرج برنامج «مع نضال الأحمديّة» على القناة الأولى المصريّة.
وبعد تقديمها «ملح وبهار» قبل عامين على «الجديد»، تظهر مايدة أبو جودة في شكل جديد على «المستقبل» عبر برنامج «هيدا أنا». علماً بأنّ الشاشة الزرقاء تعقد مؤتمراً صحافياً اليوم تُعلن عن برمجة رمضان مع شعار جديد مخصّص لشهر الصوم هو «منستقبل بالأحضان... طلتك رمضان». وبعد تصوير ثلاث حلقات إحداها مع الإعلامي زياد نجيم، جرت تعديلات على الفكرة الأصليّة لـ«هيدا أنا» التي تراهن على سرعة الإيقاع، عبر طرح مجموعة كبيرة من الأسئلة الجريئة في أقصر وقت. كما يعلّق الضيف على تصاريح صحافيّة أدلى بها سابقاً. كما يظهر على «المستقبل» ميشال العشي المعروف ببرامج المقالب اللطيفة،

غياب نيشان الذي يعتبر برنامجه طبقاً رئيسياً في شهر الصوم
إضافة إلى ميشال قزّي في برنامج الألعاب والمسابقات For Sale.
ويطل وسام صبّاغ في برنامج «أحلى جمعة» (من الإثنين إلى الجمعة 21:00) حيث يتحلق مع ثلاثة ضيوف حول طاولة مستديرة. ويصفه صبّاغ بـ«التوك شو» الغريب من نوعه وغير التقليدي، ولن يستغني عن اتصالات المشاهدين التي تحضر في الفقرة الثانية، ثم تبيّن الفقرة الأخيرة الوجه الآخر للضيوف. ويوضح صبّاغ أنّ معد البرنامج هو «طارق سويد الذي يعرفني جيّداً، لذا فصّل البرنامج على قياسي»، ويخرجه شادي حنّا. ولن يكون صبّاغ وحده في Otv. إذ يستكمل روبير فرنجية برنامج «ميكرو سكووب» في حلقتين أسبوعيّاً (السبت والأحد 19:00) تحمل طابعاً رمضانيّاً، ويستمر برنامجا «سيناريست» مع كارلوس عازار، و«لول» في موعدهما كل سبت وأحد.
وتبتعد lbc عن البرامج بالمطلق لتهتم بالدراما، بينما تكتفي المحطة الفضائيّة ببرنامج ألعاب تقدّمه طالبة «ستار أكاديمي 5» ميرهان وسط غياب نيشان الذي يبدو أنّه لن يقدّم هذه السنة أي برنامج. وتعود nbn إلى الأجواء الإنسانيّة مع برنامج «إيد بإيد» مع هالة الطويل، ويكتفي «المنار» بالدراما العربيّة، فضلاً عن برنامج مسابقات يومي. هكذا، تستمر التحضيرات على قدم وساق، فهل تخرج البرامج من الموجة المستهلكة؟