ماذا قال كافكا لبريشت في LAU؟ سناء الخوري
فرانز كافاكا، وأنطون تشيخوف، وبرتولد بريشت، وداريو فو، وإيتل عدنان... أطياف هؤلاء وكلماتهم ستجتاح حرم «الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة LAU» (بيروت). «المهرجان الدولي للمسرح الجامعي ــــ 13»، سيحوّل الجامعة البيروتيّة إلى مختبر مسرحي متواصل ينطلق عند الثامنة مساء اليوم ويستمرّ حتى 28 تموز (يوليو) الحالي. فرق جامعيّة من بلجيكا، وهولندا، وتونس، والمغرب، والكويت، ومصر، وسوريا، ولبنان، ستؤدي نصوصاً مسرحيّة مؤَسِّسة في أطر أكاديميّة واختباريّة. بعض المشاركين سيمسرح نصوصاً شعريّة مجرّدة من الحبكة في مقاربات تجريبيّة. بعضهم الآخر ينجز ألعاب فيديو، وورشات أداء تعبيري، وأنواعاً أخرى من فنون الفرجة ضمن برنامج الأنشطة الموازية للعروضفي انتظار الافتتاح هذا المساء، عاشت أروقة الجامعة المضيفة ورشةً حقيقيّة. في مسرح «غولبكيان» طلاب ينظفون الخشبة، ويضعون اللمسات الأخيرة على بعض التفاصيل التقنية. «المهرجان ليس مساحةً للاحتفال فقط، إنَّه فرصة كي يصقل الطلاب خبراتهم من الناحية العمليّة، ويتعلّموا التعب، وينضجوا»، تخبرنا منى كنيعو، الأستاذة الجامعية وإحدى المشرفات على المهرجان. في المكتب المجاور لمكتب كنيعو، لا تفارق هالة المصري ــــ مديرة الإنتاج المسرحي في المهرجان ــــ شاشة الكمبيوتر. عليها أن تعدّ العدّة لاستقبال الفرق، وبرمجة العروض... الطلاب ينخرطون بدورهم في كل تلك المهمات، بإشراف لجنة أكاديميّة من «قسم الفنون والإعلام» في الجامعة، وتضمّ إلى جانب كنيعو والمصري موريس معلوف، ولينا أبيض، وناجي صوراتي.
أبيض تفتتح المهرجان مع طلابها في نسخة معدّلة لآخر أعمالها المسرحيّة «كافكا وأبوه والمدير والذئب والخنازير» (مسرح إروين). من جهته، سيقود صوراتي مساء غد تدريبات مفتوحة في باحة الحرم الجامعي على عمله التجريبي «في قلب قلب جسد آخر» المأخوذ عن قصيدة للشاعرة اللبنانيّة إيتل عدنان. لينا أبيض لن تكون الوحيدة التي تشتغل على كافكا. عملت المخرجة اللبنانية ـــ بالتعاون مع الروائي رشيد الضعيف ـــ على نص رسالة كافكا إلى أبيه، فيما يشتغل المسرحي البلجيكي روبير جيرميه على نص الأديب التشيكي «تقرير لأكاديميّة» (24/7). جيرميه يقود منذ عقدين إحدى التجارب الأكثر طليعية في المسرح الجامعي مع طلاب «المسرح الملكي الجامعي في لياج»، ويقدّم هنا قصّة القرد الأحمر الذي تعلّم كيف يتصرّف كإنسان.
«المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي» في الرباط يشارك من خلال نص «الدب» (24 /7 ـــ إخراج عزيز أبلاغ) لأنطون تشيخوف. حكاية الأرملة بوبوفا مع الحب الطارىء، من النصوص الرائجة في الأطر الأكاديميّة، لكونها نص متكامل العناصر، يتضمّن الأسس الأوّليّة لأي بناء مسرحي. بريشت يحضر من خلال «معهد الفنون الجميلة» في «الجامعة اللبنانيّة» في عرض «رجل برجل» (27/7 ــــ إخراج مشهور مصطفى) عن ثلاثة جنود بريطانيين ومصيدة فئران. هكذا، سيكون المهرجان في جزء منه فرصة للتعرف إلى مقاربات شبابيّة للروائع العالميّة. مناسبة لنرى هامش الابتكار لدى طلاب يواجهون هنا نصوصاً شهيرة قدّمت مرات عدة. سنكتشف معهم كيفيّة نقل أعمال لكافكا وتشيخوف وبريشت إلى المسرح ـــ لناحية الأداء، والديكور، والإضاءة، والسينوغرافيا ـــ من دون الوقوع في التكرار والتقليد.
نصوص أكثر حداثة، ستأخذنا إلى أماكن أخرى (أقلّ مدرسيّة) بعضها من تأليف الطلاب المشاركين. تجارب تحيلنا على هموم اجتماعيّة وفرديّة عربيّة على الحدود بين الحلم والمأساة. مثلاً، محمد وأحمد ملص من «معهد أورنينا» في دمشق ينجزان عرض «ميلودراما» (26 و27/7) تأليفاً وإخراجاً وأداءً.

أعمال تتلاعب على الواقع السياسي وتحاول مقاربته من وجهات نظر هامشيّة
حكايتهما حكاية أبو هاملت الستيني ونجم العشريني اللذين يحطمان جدران غرفتهما الضيقة وهما يحلمان بالتمثيل في هوليوود ودبلجة الأفلام التركيّة. من جهتهم، يحكي طلاب «المعهد العالي للفنون الأدائية» (الكويت)، في عرض «الممثل» (28/7 ـــ إخراج هاني النصار) عن مجموعة عاطلين من العمل يريدون تسلّق قبة البرلمان.
أعمال أخرى تتلاعب على الواقع السياسي وتحاول مقاربته من وجهات نظر هامشيّة. الحديث هنا عن إنتاجات من توقيع طلاب الجامعة المضيفة، بالارتكاز على نصوص عالميّة كتبت حديثاً. منها «غوانتانامو معنى الانتظار» (25/7 ـــ إخراج فرح شاعر). العرض قصة ست نساء عربيات ينتظرن عودة أزواجهن من المعتقل الأميركي الشهير. كذلك الأمر مع عرض «سبعة أطفال يهود» (غداً ـــ إخراج فؤاد حلواني)، في مسرحيّة قاسية، فيها تفقد شخصيّة الفلسطيني القدرة على النطق.
إلى جانب العروض، سنتابع كل ليلة أمسيات شعريّة وموسيقيّة، على أن تقدّم بعض المسرحيات في صفوف حُوّلت إلى فضاء مسرحي. أشياء كثيرة ستدور رحاها في «المهرجان الدولي للمسرح الجامعي». صفّ لتعليم الطرق الفضلى للتحرش بالنساء... ولقاء بين سندريلّا وجولييت على أطلال حياة يبدو أنهما لم تعيشاها بسعادة.


8:00 مساء اليوم حتّى 28 تموز (يوليو) الحالي ــ «الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة» (قريطم/ بيروت). للاستعلام: 01/786464