عماد خشانعالم الجواسيس الخارقين بقي طويلاً حكراً على جيمس بوند. لكنّ إيفلين سولت دخلت المعادلة، من خلال أداء أنجلينا جولي. شريط «سولت» الذي وصل أخيراً إلى الصالات، من إخراج الأوسترالي فيليب نويس. تؤدّي جولي هنا دور عميلة في «وكالة الاستخبارات الأميركيّة»، في دور أعدّ سابقاً على قياس توم كروز. بطل «مهمة مستحيلة» تردّد في المشاركة لأنّ العمل نسخة شبه معدّلة عن أجواء ثلاثيّة إيثان هانت الشهيرة. في هذا السياق، تظهر البطلة في مطلع الفيلم في سجن كوري شمالي. أهو السجن نفسه الذي احتجز فيه جيمس بوند ذات مرّة؟ لا ندري.
المهم أنّه بعد تحريرها إثر صفقة تبادل، تعود إيفلين إلى عملها في واشنطن، وإلى أحضان زوجها الخبير في علم العناكب. ذات يوم، يزور منشقّ روسي الـ«سي. آي. إيه» ويخبرهم أنّ الرئيس الروسي سيقتل أثناء جنازة نائب الرئيس الأميركي السابق، وأنّ قاتله سيكون عميلاً روسياً اسمه إيفلين سولت! أمام هذه التهمة، تجد سولت نفسها مضطرةً إلى الهرب، كي تثبت براءتها. الباقي معروف: مطاردات من الطراز الأول، مشاهد قتال حقيقيّة لم ترسمها أجهزة الكومبيوتر، إلى درجة أن جولي أصيبت خلال أحد المشاهد. كلّ ذلك يأتي على طراز العميل «007»، مع فرق وحيد، أنّ إيفلين ستأخذ دقيقة لتخلع حذاءها ذا الكعب العالي، وتبدأ بالقفز، مبرهنة «أنه حتى البطلات الخارقات لا يستطعن الركض بالكعب العالي»، كما جاء في إحدى المجلات الأميركية.
أنجلينا جولي تنقذ المقدسات الإسلاميّة
بعد هربها، تتوجه سولت إلى نيويورك، حيث نكتشف أنها بالفعل عميلة روسية من الزمن السوفياتي، زُرعت منذ طفولتها في أميركا كعميلة نائمة بانتظار «اليوم أكس». وفي هذا اليوم الموعود، سينقضّ السوفيات ويقتلون الرئيس الأميركي ويسيطرون على الأسلحة النووية الأميركية، بهدف ضرب مكة وطهران وإثارة المسلمين على الولايات المتحدة! ما ندركه أنّ الغرب صار يرى العرب والمسلمين ـــــ بعد حرب العراق ـــــ سنّة وشيعة فقط. في الخلاصة، يبدو المسلمون والعرب في الفيلم ـــــ كما يراهم الغرب ـــــ أداةً يستعملها من يشاء لتحقيق مآربه.
لكنّ سولت/ جولي ستنجح في إنقاذ المقدسات الإسلاميّة، ومعها البشريّة. وما علينا إلا أن نترك المنطق خارج صالة السينما، ونتابع مغامرات أنجلينا جولي لساعتين تقريباً.
أفاد «سولت» بالطبع من التطورات الأخيرة، لناحية كشف خليّة تجسس روسيّة في إحدى الضواحي الأميركيّة، ومن تبادل الجواسيس الروسي الأميركي الأخير. أجواء تعيدنا إلى أفلام الحرب الباردة في السبعينيات مثل «تلفون» (1977)، و«هاري القذر». ومن يدري، لعلّ اسم البطلة نفسه يحمل بشكل أو بآخر ذكرى «معاهدات سالت»بين الأميركيين والسوفيات للحد من انتشار الأسلحة على أيام كارتر وبريجينيف.

«أمبير» (1269)، «سينما سيتي»، «بلانيت طرابلس» (06/442471 )