في أول بطولة مطلقة لها على شاشة التلفزيون، تطلّ الممثلة التونسية لتلعب دور شابة بلغت الثلاثين ولم تجد العريس بعد. دراما اجتماعية كوميدية تطرح قضية تشغل بال قسم كبير من المجتمعات العربية
محمد عبد الرحمن
في رمضان المقبل، ستقدّم هند صبري أول مسلسل يحمل اسمها. صحيح أنّه سبق أن شاركت خالد صالح في بطولة مسلسل «بعد الفراق» في رمضان الماضي، لكن الصحافة المصرية تعتبر أنّ لكل عمل درامي بطلاً أساسياً، يحمل العمل اسمه. هكذا، يصبح «هايزة أتجوّز» أول مسلسل يحمل اسم الممثلة التونسية التي حقّقت شعبية كبيرة في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة. وقد اكتسبت صبري شهرتها بعد سلسلة أفلام مهمة عرضتها الشاشة الكبيرة المصرية. لكن الممثلة الشابة تطمح إلى كسب ود جمهور التلفزيون العريض مصرياً وعربياً.
كذلك يعتبر «عايزة أتجوّز» أول عمل للمؤلفة غادة عبد العال وللمخرج رامي عادل إمام. وكان هذا الأخير قد شارك العام الماضي في إخراج بعض حلقات سيتكوم «العيادة». لكن يبدو أنّ ذلك كان تمهيداً لتقديم دراما اجتماعية كوميدية في رمضان المقبل بالتعاون مع هند صبري. وتظهر صبري في المسلسل بشخصية فتاة بلغت الثلاثين وتعمل صيدلانية لكنها لم تجد بعد العريس المناسب. وهذه القضية تشغل بال قسم كبير من العائلات العربية والمصرية كما يقول منتج العمل طارق الجنايني لـ«الأخبار».
ويشترك الجنايني من خلال شركته «تي فيجين» مع «دار الشروق» في إنتاج المسلسل. وكانت الدار قد تحمست للمشروع منذ البداية. والقصة مقتبسة من كتاب «عايزة أتجوز» المقتبس بدوره عن مدوّنة غادة عبد العال. هكذا، يصبح هذا العمل هو الأوّل الذي يصل إلى الجمهور انطلاقاً من مدوّنة إلكترونية. وأطلقت عبد العال المدوّنة قبل سنوات عدة وسردت من خلالها حكاياتها وحكايات رفيقاتها مع «العرسان». في أول شهادة إلكترونية لفتاة عربية تأخر زواجها وأطلق المجتمع عليها لقب «عانس».
وهذه الشهادة شجّعت «دار الشروق» على تحويل محتوى المدوّنة إلى كتاب، لتتكرّر هذه التجربة مع مدوّنات أخرى. لكن اهتمام الفتيات بتجربة غادة عبد العال ساعد على انتشار الكتاب وصدور طبعات متتالية منه. ثمّ أتت بعد ذلك فكرة تحويل الكتاب إلى مسلسل تحمست له هند صبري.
القصة مقتبسة عن المدوّنة الإلكترونية التي أنشأتها المصرية غادة عبد العال
وبالعودة إلى طارق الجنايني، فإن ستين في المئة من مشاهد العمل صُوّرت، بين «استديو مصر» حيث شقة البطلة علا والصيدلية التي تعمل فيها، إضافة إلى بعض مواقع التصوير الخارجي. ويتوقّع الجنايني أن يكون المسلسل جاهزاً للعرض قبل رمضان بفترة كافية. وعن القنوات التي اشترت حقوق البث، امتنع الجنايني عن ذكر أسمائها حالياً، لكنه أشار إلى استبعاده فكرة العرض الحصري على قناة مصرية وأخرى عربية كما يحدث مع معظم المسلسلات. وعبّر المنتج عن تمنيه أن يرى الجمهور المسلسل من خلال قنوات عدة دفعة واحدة، «لكن تبقى أمور التسويق مرتبطة بظروف القنوات وتعاقداتها». ولا يخفي الجنايني شعوره بثقة من قدرة العمل على الانتشار مدعوماً بجماهيرية هند صبري مصرياً وعربياً، ومضمون المسلسل المميّز. كذلك، فإنّ المخرج رامي إمام يتمتع بحس كوميدي وأسلوب احترافي في إدارة العمل سيفاجئ الجمهور على الشاشة الصغيرة خلال شهر الصوم.
وإلى جانب كل ما سبق، يتمتع المسلسل بدعم من نجوم يظهرون كضيوف شرف أو بمعنى أدق كعرسان يطلبون يد البطلة التي تعاني كثيراً كي تختار الزوج المناسب. وفي مقدمة هؤلاء أحمد السقا الذي شاركته هند بطولة فيلمَي «الجزيرة»، و«إبراهيم الأبيض»، والممثل الكوميدي أحمد رزق ومعه إدوارد، ويوسف الشريف، وتامر هجرس، ومحمود الجندي، ومي كساب. بمعنى آخر، فإن الجمهور لن يعيش فقط مع عائلة علا (هند صبري) بل سيفاجأ بضيوف مهمين كل يوم على الشاشة. فيما تجسد سوسن بدر شخصية الأم التي تأمل زواج ابنتها تحت أي ظرف. والأب هو أحمد فؤاد سليم، والجدة رجاء حسين والأخ الأصغر طارق الإبياري بالإضافة إلى صديقة البطلة وتلعب دورها كارولين خليل.
وتنتظر هند صبري انتهاء تصوير المسلسل من أجل استئناف نشاطها السينمائي الذي انحسر من ناحية الكم في العامين الأخيرين تزامناً مع زواجها، واتخاذها قراراً باختيار فيلم أو فيلمين فقط لتقديمهما طيلة السنة. والممثلة الشابة مرشحة لبطولة فيلم «أسماء» لعمرو سلامة الذي تأجّل تصويره منذ أشهر عدة. كذلك، فإنّ صبري تستكمل نشاطها كسفيرة لبرنامج الغذاء العالمي التابع لـ«الأمم المتحدة». إذ قامت الأسبوع الماضي بزيارة لمدرستين في محافظة الفيوم في إطار جهود تشجيع الآباء على توفير حق التعليم لبناتهم وتوفير الغذاء لتلاميذ المدارس بالتوازي مع إعطاء الأهل كميات من الأرز والقمح شهرياً مقابل عدم إجبار الفتيات على العمل وترك مقاعد الدراسة.


رأي صريح