بيار أبي صعب«مهرجانات بيبلوس الدوليّة» نجمة الصيف اللبناني على الأرجح. البرمجة القويّة التي أطلقتها يوم أمس لطيفة اللقيس، تكشف عن طموح حقيقي لتصدّر المشهد الإقليمي. خيارات جريئة ومفاجئة يطالعنا بها ناجي باز، تكشف عن ممارسة احترافيّة عالية. المنتج الفنّي للمهرجان مسكون بالأعمال التي اشتغل على استقطابها، والنتيجة معادلة سحريّة «باب أوّل»: طرب لبناني ولاتينو، رقص وأوبرا، جاز مطعّم بالفلامنكو وروك في أصفى تجلياته، مروراً بالموسيقى اللبنانيّة الجديدة.
إنّها لمغامرة حقّاً، تخصيص أمسية كاملة لفرقة لبنانيّة شابة هي «مشروع ليلى» (9/ 7). لكن أليس أيضاً دور المهرجان أن يضع نفسه أمام التحدّي، مقدّماً لحامد سنّو ورفاقه فرصتهم الذهبيّة؟ في المقابل يفتتح «بيبلوس» على موعد استثنائي مع وديع الصافي الذي يطفئ شموعه التسعين. «لبنان قطعة سما» (أول تموز/ يوليو)، سهرة يشارك فيها إلى جانب المطرب الأسطورة كل من نجوى كرم ووائل كفوري. ويقف على المدرج البحري كيتانو فيلوزو، العملاق الذي ثوّر الموسيقى البرازيليّة، وفتحها على تيّارات عصريّة وطليعيّة (14/ 7). هناك أيضاً موعد مع الكندي جيس كوك، وغيتاره الأكوستيك الذي يطعّم الجاز بالفلامكنو والرومبا، وصولاً إلى «النيو إيج» (16/ 7). أما Riverdance الاستعراض الضخم الذي شاهده 22 مليون إنسان، فيحكي تاريخ إيرلندا بالرقص والموسيقى (من 21 إلى 25/ 7). نصل إلى أوبرا موزار «عرس فيغارو» بقيادة المايسترو فرنشيسكو شيلوفو، وهي ثمرة تعاون بين الجامعة الأنطونيّة والمركز الثقافي الإيطالي، يقودنا إلى اكتشاف أصوات لبنانيّة مثل سمر سلامة وتوفيق معتوق (30/ 7). ولعل أبرز لحظات الموسم مخصصة للروك: الفرقة البريطانيّة Archive (٢٦/ ٧)، والفريق الافتراضي الأشهر في العالم Gorillaz الذي يرسو على مرفأ جبيل ليقدّم عرضاً نادراً يتضمّن عروضاً بصريّة (تحريك) ويجمع بعضاً من أساطير الروك والبانك: من دامون ألبارن مغنّي الـ Blur إلى ميك جونس غيتار The Clash. ٤٥ موسيقياً و٣٠ طناً من المعدات (٢٠/ ٧). «مهرجان داخل المهرجان» يقول ناجي مذكّراً بأن كل العروض تقدّم للمرّة الأولى في المنطقة. ويتوقّف عند التوجّه الشبابي الذي لا معنى له إن لم يبدأ من... أسعار البطاقات!
www.byblosfestival.org