Strong>HIP HOP يحبّ الحياة وزجل أوبرالي معاصربعد إعلان اسم الفائز بجائزته، ومحاضرة لنجيب ساويرس تفوح منها رائحة الشرق الأوسط الجديد، يخيّم طيفه الليلة على «مسرح بيروت»، في افتتاح مهرجان ثقافي من تنظيم «مؤسسة سمير قصير»، يجمع بين فولكلور وRAP، إتنو ومعاصَرة. خمس سنوات مرّت أمس على اغتيال الصحافي والكاتب اللبناني

بشير صفير
«ربيع بيروت» الذي تنظّمه «مؤسسة سمير قصير»، ينطلق برنامجه الفنّي هذا المساء، بعدما أُعلن أمس فوز مصطفى الفيتوري (ليبيا) وصفاء صالح (مصر) بالجائزة المقترنة باسم زميلنا، في الذكرى الخامسة على اغتياله. المهرجان الذي يستمر حتى الثامن من الشهر الحالي، تتوزّع عروضه على أماكن مختلفة من المدينة، من رأس بيروت والوسط التجاري.



زاد ملتقى - "زارني المحبوب"







الجزء الأول من البرنامج يضمّ عملاً مسرحياً بعنوان «أنا، آنّا بوليتكوفسكايا (هذا المساء/ «مسرح بيروت»)، وعرض باليه معاصراً بعنوان «بازي» (4 /6 ـــــ «الدوم»). أما الجزء الثاني، فموسيقيّ يضمّ ثلاثة مواعيد متنوّعة النكهات، بدءاً من التراث الموسيقي الشعبي الهندي/ الإيراني، والرقص (مجموعة باديلا ـــــ 5 /6، «الدوم») مروراً بالهيب ـــــ هوب اللبناني (ريس بيك ـــــ 6/ 6، «حديقة سمير قصير»)، وانتهاءً بالرؤية الكلاسيكية المعاصرة للفولكور اللبناني (زاد ملتقى وعمله الجديد «زجل» ـــــ 8 /6، الحمّامات الرومانية).
طبعاً، لا تمثّل برمجة المهرجان حدثاً كبيراً نسبةً إلى مهرجانات الصيف التي أوشكت على الانطلاق، ولو أنها تتّجه عموماً إلى التجارب الجادّة وغير التجارية. وإذا استثنينا «مجموعة باديلا» (Ensemble Badila)، لا تحظى تجربتَا «ريّس بيك» وزاد ملتقى بإجماع شعبي. الأول يواجه انتقادات في عالم الراب، لابتعاده عن الهموم والقضايا الاجتماعيّة الملازمة عادةً لهذا الاتجاه الطالع من غضب الشارع والتمرّد الشبابي... أما الثاني، أي زاد ملتقى، فإن خطّه الفنّي الصعب ذو النفس «المعاصر»، يجعله حتّى الآن بعيداً عن دائرة اهتمام الجمهور الواسع. يبقى من البرنامج «مجموعة باديلا» لتصالح المهرجان مع التوجّه الشعبي.



Ensemble Badila - "Dance Of The Mystic Riders - Part 1"







تأسست هذه الفرقة عام 2005 وسجّلت أسطوانة وحيدة بعنوان Qalandar Express (2006). في ذلك العام، جمَعَ باستيان لاغاتا، عالِم الموسيقى الإثنية وعازف الإيقاعات الفرنسي، موسيقيّين من الهند وإيران بعد جولات بحثٍ قام بها إلى الشرق. سُجِّلت الأسطوانة في العاصمة اليمنيّة، وبعدها جالت الفرقة حول العالم، فأقامت العديد من الحفلات، وانضمّت إليها انضماماً ثابتاً الراقصة الإيرانية آفا فرهانغ.
في عام 2007 حطّت «مجموعة باديلا» رحالها في لبنان لأول مرّة ضمن «مهرجان البستان». واليوم تعود الفرقة مجدّداً لتقدّم، على الأرجح، ما قدمّته قبل ثلاث سنوات، بما أنها لم تصدر ألبوماً ثانياً حتى الآن. تضم الفرقة موسيقيّين من فرنسا وإيران وكردستان الإيرانية وراجستان (الهند). يشارك منهم في «ربيع بيروت»، بحسب كتيِّب البرنامج، مؤسس الفرقة باستيان لاغاتا (إبقاعات)، مام خان منغانيار (غناء وهارمونيوم)، جافيد يحيى زاده (ناي)، سردار محمدجاني (غناء، تار، رباب، ساز...)، وطبعاً الراقصة آفا فرهانغ.
«أوبرا عربية» لزاد ملتقى تشارك فيها فاديا طنب الحاج وغبريال يمين
تقدّم هذه الفرقة المتعددة الجنسيات، مزيجاً من الهندي الكلاسيكي والفارسي الشعبي. تتنوّع أعمالها بين موسيقى آلاتية وأعمال غنائية تعتمد نصوص الصوفية والعشق الإلهي بمصدرَيْها الهندوسي والإسلامي. كما تضيف إلى القالب التقليدي الطاغي على الألبوم، مؤثرات صوتية لا تزعج روح المقطوعة، لأنها مستخرجة من الآلات الإيقاعية عموماً. الهند حاضرة في الإيقاع الصوتي الشهير الخاص بالثقافة الموسيقية الهندية (والباكستانية)، كما في الطبلة الهندية والابتهالات. أما إيران الكردية، فحاضرة في المقامات والغناء الشعبي، إضافةً إلى الآلات الرائجة في هذه المجتمعات.
الموعد الثاني مع الراب اللبناني، الذي لم يوفره الشرخ السياسي الذي تلى زلزال ٢٠٠٥. وقد لا يكون وجود «ريّس بيك» هنا، في ضيافة جيزيل خوري، محض مصادفة. في حفلته المرتقبة، يقدم وائل قديح أعماله الجديدة التي صدرت في ألبومه «خرتش عالزمن»، ويشاركه الأمسية نيسم جلال (فلوت)، إيف بيطار (باص كهربائي)، يان بيتار (عود)، لودوفيك جوايّو (صوت)، إيمانويل سوفاج (groove box).



Ensemble Badila - "Dance Of The Mystic Riders - Part 2"







ويختتم المهرجان زاد ملتقى (1967) الذي يمثّل حالة خاصة، في الموسيقى اللبنانيّة. بعد انتقاله من العزف الكلاسيكي على البيانو، انصرف زاد، الذي يقدّم عمله الجديد «زجل» في بيروت، إلى البحث في التراث الموسيقي الشرق أوسطي لاستعادته بلغة معاصرة. هذه المحاولة لا تخلو من المجازفة. إذ إنّ مفرداتها لا تستسيغها الأذن عموماً، والعربية خصوصاً.
قدّم زاد ملتقى العديد من الأعمال في هذا السياق وخارجه، لكن ضمن تيار الموسيقى المعاصرة. أصدر العديد من الأسطوانات، آخرها «رؤى»، التي شاركت فيها فرقة Ars Nova الفرنسية (التي اقترن اسمها بالموسيقى الجديدة). وهذه الفرقة ترافقه أيضاً إلى بيروت في «زجل». بعدما قدّم رؤيته للموشحات في ألبوم «زارني» (2003)، يتناول ملتقى في عمله الجديد، الذي صنّفه «أوبرا عربية»، الشعر الفولكلوري الشرق أوسطي المعروف بالـ«زجل»، وذلك في إطار مسرحي غنائي، يشارك فيه الممثل غبريال يمّين، والمغنية فاديا طنب الحاج.

ابتداءً من اليوم حتى 8 حزيران (يونيو) ـــــ للاستعلام: 01/397334