صباح أيوب
في المقعد رقم 7c من جناح «الدرجة الأولى» على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية British Airways التي ستقلع من مطار «هيثرو» في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010، حُجز مكان لـ... أسامة بن لادن! هكذا تقول بطاقة المسافر الرسمية الخاصة التي تحمل تفاصيل رحلة أحد ركّاب الطائرة البريطانية ونُشرت صورتها أول من أمس في مجلة LHR News الداخلية التي تصدرها «الخطوط الجوية البريطانية». ما الذي يحصل مع الإنكليز؟ وهل تمّ بالفعل حجز بطاقة باسم المطلوب الأول عالمياً على متن الخطوط الجوية البريطانية؟ ومن نشر الصورة؟ وكيف وصلت إلى العلن؟
شركة الملاحة الجوية البريطانية أطلقت أخيراً خدمة تخوّل المسافرين الدائمين على خطوطها الحصول على نسخة رقمية لبطاقة سفرهم على هواتف «آي فون» (الصادرة عن شركة «ماكنتوش»)، وللترويج لهذه الخدمة، خصصت الشركة لها غلاف المجلة الخاصة بعاملي الشركة في مطار «هيثرو». وعلى الغلاف ظهرت صورة إعلانية لركّاب مبتسمين حاملين هواتفهم وعليها نسخات من بطاقات سفرهم، وقد ركّز الـ«زووم» في الصورة على أحد تلك الهواتف التي أظهرت بوضوح معلومات البطاقة فتبيّن أنها... تذكرة أسامة بن لادن!
شغلت الصورة ـــــ الغلاف الأوساط الإعلامية وعمّال الخطوط البريطانية أمس، ما دفع الشركة إلى إصدار «اعتذار عما حدث»، مؤكّدة أنّ «هناك خطأ وقع ونحن بصدد الكشف عن مصدره». بعض المسؤولين في الشركة ربطوا الأمر مباشرة بالحركات الاحتجاجية التي نظّمها عمال الشركة في الفترة الأخيرة، ما أدى الى إضراب على مدى خمسة أيام لا تزال إدارة الشركة تبحث في كيفية حلّه. والأزمة العمالية هذه نتجت بعد الكارثة المالية التي ضربت الطيران بسبب تعطيل الحركة الجوية جرّاء دخان بركان أيسلندا.
وفيما وصف بعض من مسؤولي الشركة ما حصل بـ«النكتة السمجة» و«بمحاولة فاشلة من أحد الموظفين المنزعجين بالتأثير على سمعة الشركة»، لفت بعضهم الآخر الى المخاطر الفعلية التي يمكن أن يتعرض لها أمن الرحلات الجوية نظراً إلى التسهيلات في الحجوزات وتحميل تذاكر السفر وغير ذلك...
وبانتظار توضيح ملابسات الحادثة، يبقى السؤال: «من سيستقلّ رحلة 26 تشرين الاول 2010»؟