اللاّدقي الذي يعمل منذ عقد ونيّف مصوّراً صحافياً، لا يخفي أنّ خلفيّته هذه كان لها تأثير كبير في مقاربته لموضوعه. خلال تجربته على جبهات الحروب الأخيرة، اعتاد المصوّر رؤية أجساد ممزّقة ومهشّمة. مشاهدات تمتدّ إلى بعض الصور في المعرض حيث نرى أجساداً مقطّعة الأوصال، قد تبدو مبتورة أحياناً. كلّ الأجساد هنا من دون وجوه أو تفتقد في بعض الأحيان أياديَ أو أرجلاً. كلّ ذلك يأتي بعيداً عن القسوة التي تغيب لتحلّ محلّها خيالات فنيّة. هكذا
24 صورة بالأسود والأبيض التقطها قبل عشرة أعوام
يبدو جسد الأنثى في بعض الصور كثباناً رمليّة في صحراء.وتماماً كما في التصوير الصحافي الذي يقوم على التقاط الصورة من وجهات نظر مختلفة، يحاول اللادقي في «أقاصي الجسد... أعالي الروح» مقاربة الجسد من وجهات رؤية مختلفة، ترتبط بالنظرة التي يلقيها كلّ منا على جسده.
وجهات عدّة تبرز من خلال تدرّجات الإضاءة: السواد الحالك في الصور يتناقض مع لون الجسد تحت الأضواء المسلّطة عليه. رغم أنّ تأثره بمنطق الصورة الصحافيّة واضح في معرضه الفنّي الأوّل، حتى في الجانب التقني، إلاّ أنّ اللادقي يبتعد عن مقوّمات التناظر المفترض في الصورة الصحافيّة.
الضوء في صوره يشبه أضواء المسرح. هو مركّز غالباً على عضو واحد في الجسد تاركاً الأعضاء الباقية غارقة في الظلام، لتخلق لعباً واضحاً على المتناقضات. حتى أنّ مصدر الضوء يظهر في بعض الأعمال ليكون عنصراً أساسياً في تركيب الصورة، فيظهر كشمس مثلاً. هكذا، تبدو الصورة الفوتوغرافيّة بعدسة اللادقي رسماً بالضوء.