انتظر الجميع حلقة أول من أمس من «مش غلط» على mtv. لكن الحوار جاء مخيباً للآمال. الإعلامي الشاب لم يسأل ضيفته نضال الأحمدية عن الملف الخلافي بين عائلة الرحباني

باسم الحكيم
لو صدر القرار بقبول الدعوى المقامة من ورثة منصور الرحباني، ومنع وسام بريدي من تقديم برنامجه «مش غلط» على شاشة mtv مع الإعلاميّة نضال الأحمديّة أول من أمس، لمثّل الأمر حتماً سابقة تنبئ بخطر حقيقي يهدّد الحريات في لبنان. ولكن القاضي ردّ الدعوى فأتت الحلقة... مخيبة للآمال.
انتظر المشاهد أن تقدّم الحلقة مادة جديدة في الملف الرحباني الخلافي، فإذا ببريدي يأخذ النقاش إلى مكان آخر، ويسأل الأحمديّة عن ميولها الجنسيّة «الحقيقيّة» وعن حروبها الصحافيّة مع «فنانات آخر زمن»، وعمّا تفعله على شرفة منزلها، وعن حملة تشويه صورتها على البريد الإلكتروني. هذا إضافة إلى ملف سوزان تميم طبعاً الذي بات أشبه بحكاية إبريق الزيت، بينما لم تقل الضيفة شيئاً جديداً في الملف الموعود.
لم يعط بريدي للملف الرحباني الأساسي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، وكادت تطير بسببه حلقته التلفزيونيّة، شيئاً من حقّه «لأن صيغة البرنامج تفرض علينا تناول محاور عدّة، ولم أشأ أن أغيّر سياق الحلقة». لكن يبدو أن الإعلامي الشاب، استمتع أكثر بمغازلة ضيفته له، وتحوّله بالتالي إلى محور النقاش.
لم يقف بريدي عند هذه الحدود، بل استمّر بطرح الأسئلة عن تركيب نضال الأحمديّة الملفات. أما الأسوأ فكان عندما سألها عن سبب عدم انتسابها لنقابة المحررين، فقالت إنها «ليست خروفاً يساق»، وانتهى النقاش. لم يسألها عن رأيها بالأوضاع المستجدة في النقابة بعد رحيل النقيب ملحم كرم، بل ارتأى التعليق ممازحاً «الخروف طيب ونأكله». هكذا، كانت المساحة التي خصّصها بريدي للتحدث عن مختلف المواضيع في حياة الأحمديّة وعن نقابتي الصحافة والمحررين... ثم الدعوى المقامة من مروان وغدي وأسامة الرحباني لوقف الحلقة، أكبر من النقاش في النزاع بين العائلة الرحبانيّة، الذي بالكاد خصص له دقائق قليلة، ليظل على الهامش. ولم تلجأ الأحمديّة إلى إنقاذ الحلقة، بل روّجت عبر البرنامج بأنها لن تكشف الآن الملفات التي بين يديها.

لم يولِ بريدي أهميةً للملف الرحباني الذي كادت أن تطير الحلقة بسببه

وكان بريدي قد سبق وهلّل لقرار القاضي الذي سمح بعرض الحلقة، واصفاً إياه بأنه انتصار لحريّة الإعلام في لبنان، مسجلاً «نقطة سوداء ضد ورثة منصور... لأن القضيّة هي قضية رأي عام»، وعاش انتصاراً موقتاً بعد صدور القرار بالسماح بعرض برنامجه. لكنه كان المنهزم الوحيد بعد ذلك، وخرج خاسراً في النهاية، إذ لم تكن الحلقة بحجم الضجّة التي أثارتها، بل كانت دون المستوى ودون التوقعات. وبدل أن تصب اجتهادات بريدي في تشويق المشاهد وإمتاعه، اختار بثّ حوار ممنتج مع عاصي الرحباني، بطريقة يطرح هو أسئلة لتناسب أجوبة سبق أن سجّلها عاصي في السابق.
اليوم إذاً، نحاسب بريدي على مادة مخيّبة قدمها في آخر إطلالاته في «مش غلط»، وكان من الأفضل ألا يقدّمها أصلاً. ولعلّ الأمر الوحيد الذي ينقذه اليوم هو تقديم حلقة بديلة يخصّصها للنقاش في النزاع الرحباني بمهنيّة بعيداً عن محاولات الاستعراض وإظهار نجوميّته على حساب المضمون.