لم يتوقّع متعهّدو الحفلات ولا الفنانون أن يكون الموسم سيئاً إلى هذا الحدّ. بين «المونديال» ورمضان، اضطرّ النجوم إلى خفض أجرهم أو تسريب أغانيهم أو حتى العمل معلّقين رياضيين!
هناء جلاد
غابت صور المغنين اللبنانيين والعرب عن اللوحات الإعلانية في لبنان، لتظهر مكانها صور نجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي. وسجّل وليد توفيق ومعه رولا سعد والمغنية اللبنانية الصاعدة فرح اختراقاً وحيداً، إذ نشرت على الطرق لوحات ترويجية لإحدى حفلاتهم.
هكذا يقتصر ظهور الفنانين في الفترة الأخيرة على بعض المقاهي والمطاعم التي تعرض مباريات كأس العالم. وسعياً نحو جذب الجمهور، تستقبل هذه المقاهي فنانين معروفين، يدلون بتعليقاتهم حول المباريات المعروضة و... الإفصاح عن آخر أعمالهم الفنية المدفونة تحت عشب الملاعب، محاولين سرقة بعض الأضواء من الكأس الذهبية.
يؤكد عدد من المتعهدين أن موسم الحفلات لهذا العام سيئ جداً بسبب تزامنه مع «المونديال» واقتراب موعد شهر رمضان في منتصف شهر آب (أغسطس) المقبل. لذا لم يعلن قسم إدارة الأعمال والحفلات في شركة «روتانا» إلا عن 17 حفلة، ويرتبط قسم منها بعيد الفطر. وتتضمّن جدولة الشركة أمسيات لمغنين لبنانيين ومصريين وخليجيين، من دون أن تكشف عن تفاصيل إضافية خوفاً من التأجيل أو تغيير أسماء الفنانين أو حتى إلغاء الحفلات.
وبما أن المغني العربي استوعب أن الموسم الصيفي لن يكون ناجحاً، فقد اختار الرضوخ للأمر الواقع وخفض أجره، ما جعل استقدامه إلى المهرجانات الصيفية اللبنانية أسهل. هكذا تطلّ هيفا وهبي هذا العام في «مهرجانات البترون الدولية» (22 تموز/ يوليو).
أما الفنانون الذين لم يحالفهم حظ إحياء الحفلات، فاختاروا تسريب أغانيهم، كما حصل مع نانسي عجرم وأغنية «بالهداوة»، وذلك سعياً لاجتذاب المتعهدين العرب، وخصوصاً في الخليج.
17 حفلة تقدّمها «روتانا» وسط خوف من إلغاء بعضها
وفي هذا الإطار، أحيا ملحم زين ورولا سعد حفلة في دبي، كذلك الأمر بالنسبة إلى رامي عياش وإليسا. وتثابر نجمة الجوائز لهذا العام على إثبات جدارتها من خلال إعلانها مواعيد حفلاتها لهذا الصيف من خلال موقعها الإلكتروني الخاص. إذ ستغادر إلى تونس يوم غد وتعود في الثامن من الشهر الحالي لتطل على مسرح «نادي سموحة» في الإسكندرية، ثمّ تحيي يوم 31 من الحالي حفلة في مدينة صور الجنوبية.
وقد يعمد بعض النجوم إلى مغادرة المحيط العربي إلى الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية كنوال الزغبي. أو قد يلجأ بعضهم إلى المغرب العربي، مثل فضل شاكر الذي أحيا حفلة هناك. وهو ما فعله أيضاً جوزيف عطية، وكارول سماحة التي أحيت حفلة في الدار البيضاء منتصف الشهر الماضي. كما أعلنت سماحة أنّها في صدد التحضير لجولة عربية موسعة خلال شهر تموز (يوليو) من دون أن تدخل في التفاصيل.
وبما أنّ الأغنية البلدية اللبنانية أثبتت نجاحها في الفترة الأخيرة، فقد استطاعت فرض نجومها على خريطة حفلات الصيف. وأبرز نجوم هذه الأغنية هم محمد إسكندر الذي ينافس ملحم زين وفارس كرم. وهذا الأخير يتحضّر لإطلاق ألبومه الجديد «الحمد الله». ومن المتوقّع أن يصوّر أغنيتَين من الألبوم وهما «الحمد الله»، و«الأرجيلة».
من جهتها، أعلنت نجوى كرم سابقاً عن موافقتها على إحياء 14 حفلة لهذا الصيف بين لبنان وتونس وسوريا. من جهته، يثابر عاصي الحلاني على الحركة الدائمة. بعد تصويره أغنية «بارودتي» على نفقته الخاصة، ينطلق «فارس الأغنية العربية» في جولة فنية تبدأ في الأحد المقبل في «نادي النجوم» في زحلة، يليها في السابع عشر من الحالي 17حفلة في فندق «حبتور» (سن الفيل ــــ شرق بيروت)، على أن يكون موعده مع الجمهور السوري في اليوم التالي ضمن «مهرجانات سوريا الدولية». وفي 23 تموز (يوليو)، يطلّ على مسرح «مهرجانات زوق مكايل»، ثمّ يتجه شمالاً في اليوم التالي إلى «مطعم الفردوس» ــــ إهدن. وبعدها، يسافر إلى لندن من 1 إلى 3 آب أغسطس) المقبل لعرض مسرحية «زايد والحلم» مع كركلا. أما ختام الجولة فسيكون في زحلة (لبنان) حيث يحيي حفلة يعود ريعها لمصلحة «جمعية شعاع الأمل الخيرية».
لكن على رغم الأزمة التي يعانيها الموسم الفني الصيفي، يبقى من المؤكد أن نجوم الخليج الذين اعتادوا على حط رحالهم مع جمهورهم في لبنان، سيكون لهم مواعيد على المسارح اللبنانية. وأبرز هؤلاء رابح صقر، وعبد الله الرويشد، وماجد المهندس، ومحمد عبده. وهذا الأخير أكد مشاركته في حفلة خلال شهر تموز (يوليو)، وحفلة أخرى خلال عيد الفطر في فندق «فينيسيا» (بيروت). بينما ستكون مواعيد الفنانة المصرية شيرين مع جمهورها اللبناني مهددة بالإلغاء بعد وضعها مولودتها الثانية. وستطل أصالة بحفلتين لم تحدد تفاصيلهما بعد. ويأتي ذلك بعد إطلاقها أخيراً ألبوماً غنائياً باللهجة الخليجية بعنوان «قانون كيفك» من إنتاج زوجها المخرج طارق العريان.


المونديال... المنقذ