محمد عبد الرحمن
بعدما تردّدت أنباء عن ابتعاد مدير مكتب «الجزيرة» في مصر، حسين عبد الغني (الصورة)، عن ممارسة مهماته اليومية منذ أيام، بات الخبر مؤكداً، وفق ما قال عاملون في المكتب. وكانت إحدى الصحف اليومية المصرية، أن السبب خلف هذا الاعتكاف هو غضب الإدارة القطرية من تراجع مستوى التقارير الإخبارية التي يعدها مكتب القاهرة. إلى جانب خفض أجور العاملين في القناة في مصر ابتداءً من تموز (يوليو) المقبل. لكن السبب الحقيقي يبدو مختلفاً تماماً. إذ أكد مصدر من داخل مكتب القاهرة لـ«الأخبار» أن هوّة الخلاف اتسعت بين الإدارة في الدوحة، وعبد الغني. والسبب بحسب المصدر، اعتراض مدير مكتب القاهرة على غياب التوازن في عرض وجهات النظر في ما يخصّ قضايا الأمن القومي المصري. ورغم أنّ الصحف الحكومية تصنّف عبد الغني في خانة المعارضين للنظام، إلا أنّ المصدر يقول إنّ الصحافي المصري اعترض مراراً، وخصوصاًَ بعد حرب غزة، على تعمد القناة استضافة شخصيات محسوبة على المعارضة وعدم استقبال أصوات تفسر التوجهات الحكومية. ويضيف المصدر، أنّ عبد الغني يجد فرقاً بين انتقاد سياسات الحكومة المصرية تجاه الشعب المصري، ومناقشة ما تراه مصر يمس أمنها القومي.
ويبدو أن غياب حسين عبد الغني عن مكتب القاهرة سيستمر حتى التوصّل إلى اتفاق يرضي الطرفين، أو إعلان الصحافي المصري استقالته رسمياً. وحالياً يدير المراسل الثاني في المكتب سمير عمر، شؤون المكتب وسط حالة من الارتباك بسبب خوف العاملين المقربين من عبد الغني على مصيرهم.