بعد تهاويه المأساوي مع ابنه الذي تصدّر الأخبار العالمية الأسبوع الماضي، والتهديد بدخول السجن من قبل السلطات الهنغارية، ها هو اللاجئ السوري أسامة عبد المحسن يستعدّ لبداية حياة جديدة مع عائلته في إسبانيا. الفيديو الوحشي الذي يظهر صحافية هنغارية تعرقل بقدمها عمداً الرجل وابنه الذي يبلغ سبعة أعوام، بينما كانا يحاولان الهرب من الشرطة المجرية في التاسع من أيلول (سبتمبر) الماضي، شكّل نافذة نحو انطلاقة جديدة للرجل، ونحو نهاية مقيتة للصحافية بترا لازلو التي طردت من عملها في قناة تلفزيونية.
هكذا تلقى أسامة عبد المحسن، دعوة من مدير المركز الوطني لتأهيل مدربي كرة القدم في خيتافي (مدريد) ميغيل انخيل غالان للعمل في فريق «خيتافي للناشئين». وكانت الدعوة قد جاءت بعدما علم غالان أن أسامة عبد المحسن كان مدرباً لنادي الفتوة في دير الزور شرق سوريا في دوري الدرجة الأولى السوري. وقال غالان: «كمركز وطني لمدربي كرة القدم، فكرنا في مساعدة مدرب زميل». وقد وصل عبد المحسن أمس إلى إسبانيا، برفقة ابنيه زيد ومحمد الذي كان قد سبق العائلة إلى أوروبا بالقارب. ووعد غالان العائلة أيضاً بالحصول على كل شروط الحياة المناسبة، بدءاً من المسكن وصولاً إلى العمل، بعد استقبال زوجته، وابنته وابنه الآخر، الموجودين في تركيا حالياً ومساعدة العائلة للحصول على لجوء سياسي. وسط هذه النهاية السعيدة التي أثارت الإعلام مجدداً، عبر عبد المحسن عن سعادته ببداية رحلته الاحترافية مع «خيتافي» التي كانت تشكّل حلماً بالنسبة إليه، فيما عبر عن اطمئنانه لمستقبل أولاده الذين سيعيشون حياة سعيدة هنا. علماً أن إسبانيا استقبلت أكثر من 17 ألف لاجئ من بين مئات الآلاف الذين وصلوا إلى أوروبا منذ كانون الثاني (يناير) الماضي هرباً من الحرب السورية.