ليال حدادمنذ عام 2005 حتى اليوم، تنوّعت أشكال الصراع بين «التيار الوطني الحرّ» و«القوات اللبنانية». من الشارع، إلى حرم الجامعات اللبنانية، إلى المدارس، إلى صناديق الاقتراع، تنقّل الخلاف ليحطّ أخيراً على نحو فاضح على صفحات الإنترنت. طبعاً صراع موقعَي «التيار»، و«القوات» ليس جديداً، لكنّه يتّخذ ـــــ مع كلّ استحقاق انتخابي ــــ شكلاً عنيفاً وبعيداً عن الحدّ الأدنى من أصول العمل الإعلامي المفترض، ولو على الشبكة العنكبوتية. آخر نتاج هذا الصراع حملة تهجّم متبادلة بين الموقعَين بلغت يوم الجمعة الماضي، مع مقالة لمسؤول موقع «القوات» طوني أبي نجم بعنوان «مئة صفعة بدل العشر لموقع التيار العوني!!». وأتت هذه المقالة رداً على مقالة أخرى لجاد أبو جودة نشرها موقع «التيار» بعنوان «هكذا صفع مسيحيو البقاع الغربي وراشيا سمير جعجع عشر مرات»!
يرتفع منسوب كمية التحريض في موقع «القوات»
ووسط كل هذه الصفعات، انحدر الخطاب الإعلامي انحداراً مزعجاً، فعدنا نرى عبارات مثل «تطلّ علينا العونية برأسها المريض»، و«هذا الحزب المسيحي الأكثري (أي «القوات») لا يوفِّر مناسبة إلا لإظهار عنصرية طائفية أو مذهبية»...
والحق يقال، فإنّ كمية التحريض يرتفع منسوبها في موقع «القوات». هكذا يكاد لا يمرّ يوم واحد، من دون أن ينشر الموقع خبراً أو أكثر عن «مداهمة شبان شيعة لبلدة مسيحية»، أو «الاعتداء على مناصرين للقوات اللبنانية من جانب شباب «حزب الله» بسبب إصرار هؤلاء على تعليق صورة لحسن نصر الله قرب كنيسة (أو حرم جامعي أو مدرسة...)».
واللافت أن هذه الأخبار لا يتطرَّق إليها إلا على هذا الموقع. أما على tayyar.org ورغم أن كمية التحريض المذهبي تبدو أخفّ، إلا أن الموقع لا يفوّت فرصةً لا يشير فيها إلى «شراء رأسمالي سنّي لأراض في منطقة مسيحية»، أو إلى «سعي السنة إلى مصادرة الرأي العام المسيحي»...
وفي ظلّ كل هذا التجييش المذهبي، ينفي مسوؤل lebanese-forces.com طوني أبي نجم لـ«الأخبار»، أن يكون الموقع يسعى إلى أي تحريض، «على العكس، نحن ننقل فقط الحقيقة». ويسأل: «هل يجب علينا أن نخفي الأخبار الحقيقية فقط خوفاً من التحريض الطائفي؟». ويؤكّد أن معركة موقع «القوات» ليست مع موقع «التيار» فقط، بل مع «كل وسائل الإعلام التابعة لقوى الثامن من آذار، ثم إننا لا نتجنّى على أحد بل نردّ بالطريقة نفسها التي يهاجموننا فيها». وعند سؤاله عن سبب نشر هذه الأخبار فقط على الموقع، من دون أن تشير إليها أي وسيلة إعلامية أخرى، يقول: «لا أحد يتجرّأ على ذلك، حتى وسائل الإعلام المقرّبة منّا كـ«أخبار المستقبل»، وmtv، فقد باتت كلها مدجّنة». من جهته، يبدو مسؤول موقع «التيار» باتريك باسيل أكثر هدوءاً، ويؤكّد أنّ «ما يشاع عن أن موقعنا يستهدف موقع القوات غير صحيح. خلال السنوات السابقة، ذكرنا هذا الموقع مرتين أو ثلاثاً فقط لا غير». لكنه يعود ليقول إنّ الرد على lebanese-forces.com، يكون في أحيان كثيرة غير مباشر. ويعلن أن الموقع الذي يرأسه، ينتقد «القوات اللبنانية» كحزب سياسي، ولكن «تركيزنا الأول هو على نقل الخبر للقارئ».