«المنار» تحتضن المناسبة إبداعياً ووثائقياًباسم الحكيم
أيّار (مايو) 2000. عقد من الزمن مرّ على «عرس التحرير». وفي هذه المناسبة، تحتفي قناة «المنار» بـ«الانتصار الأوّل» مع شبكة برامج خاصة، تنطلق هذا المساء وتستمر حتى الخميس المقبل. بعد استذكار تحرير الجنوب اللبناني في الحوارات السياسيّة الآنيّة فقط في الأعوام الماضية، ولا سيما بُعيد عدوان تموز 2006، تتّخذ برمجتها هذا العام شكلاً مختلفاً.
هكذا، تستعيد «قناة المقاومة والتحرير» رونقها عبر الكشف عن مفاصل بارزة في تاريخ الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، واللبناني ـــــ الإسرائيلي مع برامج وثائقيّة دسمة. وفي ظل التحولات السياسيّة الأخيرة، لن تغوص المحطة في زواريب السياسة المحليّة، بل ستضرب في عمق التاريخ والجغرافيا، لتتحدث عن حكاية أرض عبر التاريخ والمساحة الضائعة من 10452 كلم2 هي مساحة هذا الوطن.
إذاً، تراهن المحطة على باقة برامج أُنتجت خصيصاً للذكرى العاشرة للتحرير، وخصوصاً شريط «المساحة الضائعة» في جزءين أعدّهما ونفّذهما فؤاد نور الدين، ووضع الموسيقى التصويريّة فادي سعد، (تعرضهما الفضائية الثلاثاء والخميس 22:30، والأرضية الأربعاء والخميس 20:30). يكشف نور الدين عن استعانته بأرشيف من المحطة، بعضه يعود إلى عام 1948، وخرائط من قسم الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني، ووثائق من الخارجيّة اللبنانيّة، ومحاضر جلسات الحدود اللبنانيّة ـــــ السوريّة المشتركة لمعالجة المشاكل الحدوديّة. يبرز الشريط الذي نفّذ بتقنية ثلاثة الأبعاد 3D، معلومات مهمة وأرقاماً متباينة عن لبنان.
المؤرخ مسعود ضاهر يتحدث عن مساحة 12000 كلم2 هي مساحة لبنان، قبل قضم جزء منه على مرّ التاريخ، ثم المؤرخ عصام خليفة الذي تحدث عن معاهدة سايكس بيكو، وعن ملكية جبل الشيخ المقسمة بين لبنان وسوريا، إضافةً إلى المؤرخ محمد بسّام. كما يعرض وثيقة للإمام عبد الحسين شرف الدين (1872ـــــ 1957) في العشرينيات. ويكشف الشريط كيف احتل الإسرائيليون الأرض ورموا السكان. يقول نور الدين «ما حمسني على الخوض في تنفيذ الشريط هو وجود زملاء في «المنار» من مناطق ضائعة من لبنان، ومنها قرية قدس وطبريخا، وقرى مسيحية ألغيت في عملية الترسيم».
ومن الوثائقيات المشغولة بعناية أيضاً للمناسبة ثلاثيّة «الفتح المبين» من إعداد ضياء أبو طعام وإخراج غازي أخضر، مع مساعدة المخرج إنعام حناوي، والمنتج المنفذ حسان بدير، وإنتاج «شركة إبداع للدراسات والإنتاج الإعلامي»، التي تعد الثلاثيّة باكورة أعمالها. يقول غازي أخضر إنّ «الذكرى العاشرة جاءت لتعيد إلينا الاهتمام بالتاريخ الذي يجهله أولادنا، وننسى أهمية التحرير عام 2000 وبوابة فاطمة، ثم الأسرى المحررين وما فعله العملاء»، معتبراً أنّه يجب توثيق هذه المرحلة «الإسرائيلي كان يخطط لمغادرة لبنان في صيف 2000، على أن يترك المنطقة في عهدة جيش لحد، لكن حصلت عمليّة البيّاض قبل الانسحاب بأسبوع واحد وتسارعت الأحداث». تتوقف الثلاثيّة عند مفاصل تاريخيّة بارزة: الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، والانسحاب السوري والفلسطيني مروراً بالعملية الاستشهادية لأحمد قصير وعملية «الويمبي». وتذكِّر بشهداء الأحزاب كسناء محيدلي وخالد علوان ووفاء نور الدين، كما تستذكر المراحل مع المتحدث السابق باسم الـ«يونيفيل» تيمور غوكسل، ورئيس الجمهوريّة السابق إميل لحود، ورئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، والمحلّل رفيق نصر الله والزميل إبراهيم الأمين، والعميد المتقاعد أمين حطيط، ومنسق «شبكة أمان للدراسات» أنيس النقاش، والأسيرة المحررة سهى بشارة، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني.
كذلك، تعرض المحطة وثائقي «بلا تصريح» (هذا المساء 20:30) من إعداد رباب الحسن وإخراج حسن عبد الله. يتناول الشريط شكل الحزام الأمني الذي أنشأته إسرائيل عام 1985 والتقسيمات اللحدية، معتمداً على تقنية الغرافيك الثلاثي الأبعاد. ويعالج الفيلم بطريقة تجمع بين الدراما والوثائقي معاناة الناس على المعابر من ظلم وقهر... إضافةً إلى وثائقيّين هما «حكاية أرض» و«عين على الشمس» (الاثنين 18:30 أرضياً وفضائياً)، يلقيان الضوء على مسيرة كاميرا الإعلام المقاوم في لبنان، وهما من إعداد فاطمة شعيتو وتنفيذ إبراهيم شمعون.
وعلى مستوى الدراما، تعرض المحطة فيلم «الخط الأزرق» للكاتب السوري محمود الجعفوري وإخراج غابي سعد وبطولة منير كسرواني وميراي بانوسيان وسعد حمدان وبولين حداد وهاني أحمد، وهو من إنتاج «مركز بيروت الدولي». وتدور أحداثه حول فلاح يعيش مع عائلته على الشريط الحدودي، بالقرب من الخط الأزرق. وحين احتلّت إسرائيل قطعة من الأرض يحار بين البقاء أو الرحيل.


zoom

زوروني كل سنة مرّة



محمد محسنفي 26 الحالي، سنشاهد كل ما سبق في شريط «سوّاح جنوب النهر» من إعداد رامي الأمين، وتعرضه قناة «الجديد». سيضيء الفيلم الوثائقي على غياب السياحة في الجنوب اللبناني. وسنشاهد وجهات نظر مختلفة بدءاً من وزير السياحة فادي عبّود إلى «حزب الله» الذي يفضّل أن يبقى بعيداً عن «خصوصية القرى المسيحية وشكل السياحة هناك». في 50 دقيقة، يجول رامي الأمين على مواقع أثرية متعددة ومهملة. المادة التصويرية جديدة، وغالبية المقابلات جرت في القلاع الأثرية. يبدأ الفيلم من قلعة الشقيف المشرفة على فلسطين. نبذة عن تاريخها ومقابلات مع نواب الجنوب وأهالي المنطقة. بين شقرا وحولا، وتحديداً في وادي السلوقي، تتربع قلعة «دوبيه» الضخمة. يحكي أهل المنطقة أنّها كانت ملاذاً للهاربين من حملات أحمد باشا الجزار. القلعة غير مدرجة على الخريطة السياحية، بل إنّها مهملة كلياً. أمّا في كفركلا، فمطار عسكري قديم شيّده الإنكليز، لكنّه مهمل أيضاً. وحده راعٍ عجوز، يعرف تاريخ المطار، بعدما حوّله مرعىً لأغنامه. وتنال بلدة الخيام حصّة الأسد من الفيلم. فيها ثلاثة مواقع مهمّة: المعتقل الذي دمّره العدو في تموز (يوليو) 2006، وبحيرة الدردارة والمتحف العسكري الذي دُمّر أيضاً عام 2006. بعيداً عن الآثار، خصّص الصحافي الشاب جانباً للسياحة على بوابة فاطمة وفي القرى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. هنا، يتبيّن أن العصر الذهبي للمطاعم قرب البوابة انتهى بعد حرب تموز، وانتشار الجيش والـ«يونيفيل». الأربعاء المقبل إذاً، سنكون على موعد مع أول وثائقي لرامي الأمين الذي يؤكد «الفيلم ليس شاملاً، ولا أدّعي الإحاطة بكل جوانب الموضوع». مع ذلك تبقى الفكرة جديدة.

الأربعاء المقبل 21:30 على «الجديد»