Strong>ليال حدادلولا معركَتا صيدا وجزين، لبدا المشهد الانتخابي على الشاشات المحلية أمس مملاً. ورغم حماوة المعركة البلدية والاختيارية في عدد من القرى الجنوبية، إلا أنّ اهتمام التلفزيونات انصبّ على هاتين المدينتَين، بسبب الطابع السياسي المباشر الذي اتّخذته المعركة والتعبئة التي سبقت اليوم الانتخابي الطويل.
وكما جرت العادة، تبنّت كل محطة معركة فريقها السياسي. هكذا واكبت «أخبار المستقبل» لحظة بلحظة أبرز التطورات في صيدا: المرشّح أحمد الحريري يحتلّ الشاشة الزرقاء، الضيوف داخل الاستديو (يوسف بزي، وعادل مالك، وراشد الفايد...) يحلّلون خلفيات المعركة الصيداوية وتداعياتها، وأنباء عاجلة عن التجاوزات التي يقوم بها مناصرو «التنظيم الشعبي الناصري»... كما لم يتردّد بعض الضيوف في تمرير رسائل سياسية مباشرة. مثلاً، أعلن الصحافي يوسف بزي أنّ حصول معارك انتخابية في بعض القرى الدرزية ما هو إلا دلالة على «الخسارة المعنوية التي أصابت وليد جنبلاط بعد انعطافته السياسية الأخيرة»! ورغم عدد الإشكالات التي وقعت في «بوابة الجنوب»، إلا أن «أخبار المستقبل» أصرّت على التخفيف من حدّتها. لدى وقوع إشكال في مركز مكسر العبد في صيدا، أعلنت المحطة أن الإشكال «بسيط، وقد طوّقته قوى الأمن»، في وقت كانت باقي المحطات تنقل مباشرة تفاصيل الإشكال الكبير الذي أدّى إلى إقفال مركز الاقتراع حتى هدأت الأوضاع. وقد صبّت مختلف المحطات اهتمامها على صيدا، مع ارتفاع وتيرة الإشكالات هناك. وأجمع المراسلون على خطورة ما يجري في المدينة من خلال استعادة بعض التعابير التي تعبّر عن حجم التوتّر، فشبهت نانسي السبع («الجديد») صيدا بـ«الثكنة العسكرية»، فيما وصفتها ليندا مشلب بالمنطقة الخطرة. أما فادي شهوان (mtv) فتحدّث عن تحوّل المعكرة الانتخابية «إلى معركة بالأيادي». ومن صيدا إلى جزين التي شهدت أيضاً معركة حامية، لكن من دون إشكالات أمنية. وكما كان متوقعاً، كانت OTV على رأس المحطات المتابعة لتطوّر الأوضاع في البلدة.
وركّز مراسل المحطة مارون ناصيف على «ما يقال عن عمليات تشطيب بين الحلفاء أي النائب السابق سمير عازار، و«القوات اللبنانية»، و«الكتائب»». إلى جانب إضاءته على الإشكالات التي سبّبها بحسب ناصيف مناصرو لائحة «جزين حلوة... وأحلى» المنافسة للائحة «التيار». كما بثّت المحطة أكثر من مرة مقابلات مع النائب في «تكتل التغيير والإصلاح» في جزين زياد أسود.
وبعيداً عن أبرز معركتَين في الجنوب، ركّزت «المنار» وnbn على سير الانتخابات في باقي بلدات محافظتَي الجنوب والنبطية، مع التركيز على تزامن هذه الانتخابات مع الذكرى العاشرة للتحرير، وتزامنها أيضاً مع المناورة العسكرية الإسرائيلية التي كانت تجريها قوات الاحتلال أمس. كما واكبت هاتان المحطتان تطورات المعركة الحامية في شبعا.


أخطاء وإحصاءاتمن جهة ثانية، وبعد نسبة الاقتراع المنخفضة التي شهدتها انتخابات بيروت، بدت المحطات مسكونة بهاجس «ارتفاع نسبة الاقتراع»، وخصوصاً في صيدا. هكذا ركّز أغلب المراسلين من مختلف المحطات في رسالاتهم على ارتفاع عدد المقترعين تدريجاً مع تقدّم ساعات النهار.