strong> محمد عبد الرحمنقد يكون من حقّ المعارضين لأحمد شوبير انتقاده، وخصوصاً بعدما استغلّ الإعلامي الشهير جماهيريّته لشنّ هجوم على أشخاص محددين. هكذا، لجأ مرتضى منصور إلى القضاء مانعاً شوبير من الظهور على قنوات «الحياة». وأخيراً أصدر وزير الإعلام المصري أنس الفقي قراراً يمنع شوبير من الظهور على أي قناة تابعة لـ«التلفزيون المصري». إلى جانب منعه من تقديم برنامجه اليومي على «إذاعة الشباب والرياضة»، وهو البرنامج الذي ظل مستمراً رغم أزمته الأخيرة. وصدر قرار الفقي، بعدما أكد شوبير أن خطة الاعتداء على حافلة اللاعبين الجزائريين في مصر، كانت من تدبير أحد أعضاء مجلس اتحاد الكرة المصري. وقد سبّب هذا التصريح حرجاً للمسؤولين في الاتحاد، فقدّموا شكوى للفقي. لكن الأمور لم تقف هنا. بلغت «محاصرة» شوبير ذروتها مع سحب اتحاد الكرة حق عرض مباريات كأس مصر من البرنامج اليومي الذي بدأ شوبير تقديمه على قناة otv السبت الماضي. أي إنّ الاتحاد استغل سلطته وحرم جمهور otv من مشاهدة المباريات فقط لأنه على خلاف مع المذيع. وقد تتطوّر الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك. إذ تتردّد أخيراً شائعة تفيد بأنّ إدارة القمر الصناعي «نايل سات» هدّدت المسؤولين في otv بقطع بثها، إذا ظهر شوبير على شاشتها. ولو صدقت هذه الشائعة، فستعتبر سابقة أولى من نوعها. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ شوبير نائب في مجلس الشعب، ينتمي إلى الحزب الوطني الحاكم. لكن يبدو أن انتماءه لن يشفع له، وسياسة المنع ستطال كل من يخرج عن الخط العام. ومراجعة سريعة لما جرى في المشهد الإعلامي المصري أخيراً، يؤكّد ذلك. وأبرز هذه الحوادث، كانت ظهور مالك قنوات «دريم» أحمد بهجت على قناة «المحور»، التي تنافس «دريم»، وانتقاده استضافة منى الشاذلي في برنامج دريم الرئيسي «العاشرة مساءً» لمرشد «الإخوان المسلمين» الجديد محمد بديع. وقال بهجت إنّ الإخوان كان عليهم دفع مقابل إعلاني للقناة لأن شعارهم الشهير ظهر في خلفية الصورة طيلة البرنامج.

حركة معاكسة للانفتاح الإعلامي الذي شهدته مصر في السنوات الأخيرة

وإن دل هذا التصريح على شيء، فهو أن الرجل يتبرأ من استضافة «دريم» لأحد أبرز المنافسين السياسيين للحزب الحاكم، وأنّه يستحيل أن يطل أي قيادي إخواني من جديد على «دريم»، أقلّه حتى انتهاء انتخابات مجلس الشعب. إذاً، إنها الرقابة الجديدة لكن على شاشات التلفزة هذه المرة. هكذا، بات صاحب قناة يخرج علناً وينتقد نجمة شاشته الأولى. هذه النجمة التي استضافت أيضاً في «العاشرة مساءً» محمد البرادعي صاحب دعوة التغيير التي أحدثت حراكاً كبيراً في الآونة الأخيرة. لكن من الآن فصاعداً، يبدو أن ظهور البرادعي على الشاشات المصرية، سيكون صعباً أيضاً في ظلّ إشارات تؤكّد أن المرحلة المقبلة ستشهد حركة معاكسة للانفتاح الإعلامي الذي شهدته مصر في السنوات الأربع الماضية. التحضير لانتخابات مجلس الشعب، وبعدها رئاسة الجمهورية سيفقد السلطة رحابة الصدر التي تميزت بها أخيراً.