القاهرة ــ محمد شعيرعن الترجمة باعتبارها فعلاً موازياً للنهضة العربيّة، تحدّث العديد من المشاركين في مؤتمر «الترجمة وتحديات العصر» الذي نظّمه أخيراً «المركز القومي للترجمة» بالتعاون مع «المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة». لكنّ بعضهم نسي أنّ الترجمة أيضاً فعل حريّة. بقيت عبارة «الواقع العربي واقع متخلف»، تتردد طوال الجلسات. الناقد جابر عصفور (الصورة) كشف أنّ «مجموع ما تترجمه إسبانيا سنوياً يفوق ما تترجمه الدول العربية مجتمعةً». ولفت الباحث والمترجم شوقي جلال إلى أنّ إسبانيا تترجم سنوياً 10 آلاف كتاب، واليابان 35 ألفاً، أمّا الوطن العربي مجتمعاً فلا يترجم سوى 450 عنواناً، علماً بأنّ هذا الرقم انخفض بعد الاحتلال الأميركي للعراق.
عن «مشروع نقد العقل الإسلامي من خلال الترجمة العربية»، تحدّث المترجم هاشم صالح في افتتاح المؤتمر، مشيراً إلى أنّ غياب الفلسفة عن العالم العربي لأكثر من سبعة قرون أحدث فجوة كبيرة بيننا وبين الغرب. مشاريع الترجمة العربيّة تناضل لسدّ هذه الفجوة، أو ما سمّاه هاشم «معركة الذات من أجل تحريرها من رواسبها المتحنطة والمتكلسة». الناقد الفلسطيني فيصل دراج سأل عن جدوى هذه المؤتمرات، في وقت تأخذ فيه الترجمة في العالم العربي

«الترجمة وتحديات العصر» مؤتمر قاهري نظّمه «المركز القومي للترجمة»
طابعاً «شكلانياً فليس لدينا سياسة ثقافية واضحة تربط الترجمة بحاجات الجمهور العربي». ومن جهته رأى الشاعر اللبناني بول شاوول «أننا نعاني التقوقع. وبدلاً من أن تكون الترجمة أداة للخروج منه، تتحول إلى أداة هروب وعودة أبدية إلى الماضي».
صاحبة مجلّة «بانيبال» مارغريت أوبانك فنّدت الصعوبات التي تواجهها المجلّة في ترجمة الأدب المعاصر، مشيرة إلى أن المستقبل «ليس باهراً» في ما خصّ المجلات المطبوعة. في المقابل، تحدّث سمير جريس عمّا سمّاه «تحجيب يلينيك» على يد المترجم مصطفى ماهر الذي شوه نصوص صاحبة «نوبل»، «كي تصبح مناسبة للمجتمع الذي يقدمها فيه».
أما صبحي حديدي فرأى أن الترجمة فعل سياسي بامتياز، و«فعل قوة». الترجمة بحسب الناقد السوري تُستخدم غالباً لتجميل مشاريع الاستعمار، لا لمجرد تقديمها. ووضع حديدي النصوص السعودية المترجمة أخيراً في السياق نفسه، فهي تجذب المترجمين لأنها تعطي القارئ فرصةً للتلصص على المسكوت عنه في الواقع السعودي.