strong>سناء الخورينعرف أنّها رواية، لكنّها لم تجد عنوانها بعد. نعرف أنّ مسرحها بيروت، وأنّ بطلها البيت الأصفر. نعرف أيضاً أن جاك جووي وزينة أبي راشد اتخذا قراراً ثنائياً بكتابتها خلال أربعة أيام فقط. يبدو أنّها ليست مهمّة مستحيلة في منطق الارتجال. يلتقي الكاتب الفرنسي والرسّامة اللبنانيّة الشابّة في تجربة أدائيّة نادرة تحمل عنوان «باريس ـــ بيروت بكلّ الحروف». الفكرة تقوم على اختراع رواية متسلسلة عن مبنى بركات (الشهير في السوديكو) يكتبها جووي مباشرةً على كومبيوتر محمول، وتواكبه أبي راشد بتحويلها إلى صور ورسوم بالحبر الصيني على ورق. بدأ الفنانان بخطّ الفصول الأولى من العمل، أوّل من أمس في «المركز الثقافي الفرنسي»، ليبلغا ذروة أدائهما في الحدث الذي احتضنه مساء أمس مقهى «فلمنكي» على تقاطع السوديكو قبالة مبنى بركات. هناك، راح جووي يرتجل ما بقي من قصّة أغاتا. بطلة الرواية غير المكتملة شخصيّة الكاتب الأثيرة، وقد حملها معه من باريس. ولدت أغاتا الصيف الماضي، خلال تظاهرة «باريس بكلّ الحروف»، حين جلس مخترعها يكتب مغامراتها الغريبة وبثّت كتابته مباشرةً على شاشة كبيرة. مساء أمس، دخلت زينة وريشتها عمليّة الإبداع. راحت تستوحي من الكتابة رسوماً لأغاتا ومعها شخصيات بيروتيّة مأخوذة من كتابها «أتذكّر ــــ بيروت». كلّ ذلك بثّ أيضاً على شاشة كبيرة

جاك جووي وزينة أبي راشد في تجربة أدائيّة نادرة


وضعت على حائط مبنى بركات، حيث أتيح للمارة والمواطنين الحشريين الاقتراب والاستماع إلى مغامرات أغاتا مع شكري وإرنست شليطا و... طرزان. نهاية الرواية سنعرفها اليوم، في أداء ختامي ينطلق عند العاشرة صباحاً ويختتم عند الثامنة مساءً في«المركز الثقافي الفرنسي» (طريق الشام).
المداخلة الارتجاليّة تأتي بمبادرة من بلديّة بيروت وعمدة باريس، وهي مقدّمة لبدء أعمال ترميم مبنى بركات التي أُعلنت رسمياً مساء أمس من السرايا الكبيرة في حفلةٍ حضرها رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس بلديّة بيروت عبد المنعم العريس وعمدة باريس جاك دولانويه. كيف تدخل أغاتا في المدينة؟ هذه الشخصيّة التي لا نعرف من أي موطن أتت، تحاول أن تفهم كتابات القنّاصين على جدران المبنى المهدّم. الفتاة الساذجة تقف مدهوشة أمام آثار القنابل والرصاص والذاكرة اللبنانيّة المهشّمة. التجربة ممتعة بشقيها. الكاتب الفرنسي يكتشف ذاكرة المدينة بعيني بطلته. أمّا الفنانة اللبنانيّة الشابة، فمسكونة دوماً بهاجس الذاكرة والحرب، ترسمها في شرائط مصوّرة بالأبيض والأسود، تروي طفولةً أمضتها على خطوط التماس. ما العنوان الذي ستحمله الرواية؟ سنكتشف ذلك في كتاب يلخّص التجربة ويصدر قريباً.


بين 10:00 صباحاً و8:00 مساءً، اليوم ـــــ «المركز الثقافي الفرنسي» (طريق الشام). للاستعلام: 01/420200