بغداد ــــ حسام السرايبعدما كُتب الكثير عن تأخر إجراء انتخابات اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، وتحميل مكتبه التنفيذي مسؤوليّة ذلك، جرت أخيراً انتخابات لاختيار مجلس مركزي جديد. وقد جرت الانتخابات وسط مزاعم تحدّثت عن أنّ الاتحاد لم يسعَ إلى إجراء الانتخابات كي يحتفظ أعضاؤه بمناصبهم ووجود حظر على أمواله بقرار ديوانيّ رسميّ منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفي افتتاح المؤتمر الانتخابي، كان التوتر والتشنج سائدين في خطابات المرشحين ومداخلاتهم، ليكون نتيجةً متوقعةً لدخول الأدباء في ثلاث قوائم ذات مسميات سياسيّة أكثر مما هي ثقافيّة. ولعل ما جرى في القاعة من صخب، كان سبباً لانعدام السؤال عن سر غياب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب محمد سلماوي رغم أنّ الاتحاد في بغداد أكد استعداد الأخير للقدوم ومتابعة الانتخابات.
وكانت العلاقات بين الاتحادين العراقي والعربي قد تأزمت مع تعليق عضوية الاتحاد العراقي في المكتب الدائم لاتحاد الكتّاب العرب في مؤتمري القاهرة والجزائر لأسباب يراها العراقيون سياسيّة، ويبرّرها العرب بأنّ الاتحاد في بغداد مُعيّن من الحكومة العراقيّة بعد عام 2003. وإزاء التشكيك العربي بمواقف الاتحاد من الوجود الاميركي، فإن رئيسه الناقد فاضل ثامر أعلن مراراً «أنه ضدّ الحرب على العراق، لكنه ليس مع النظام الدكتاتوري القائم قبل عام 2003».
المستقل والبعثي والإسلامي والشيوعي في لائحة واحدة
ولما كان بعض الأدباء غير متفقين مع تصنيفات الكوتا الانتخابيّة (للسريان والتركمان والأكراد)، فإنهم لم يتفقوا أكثر مع تصنيفات من نوع آخر خضعت لها القوائم المتنافسة في انتخابات 2010. الشاعر نصير غدير قال: «الطامة الكبرى هي تصنيف الأدباء أنفسهم لهذه القوائم وفق الخندق السياسي: قائمة لليساريين وقائمة للإسلاميين وأخرى للبعثيين! وهي جميعها ليست خالصة، تجد المثقف المستقل إلى جانب البعثي والاسلامي واليساري والشيوعي في لائحة واحدة». وبلغ عدد المرشحين لانتخابات اتحاد الأدباء 109 تنافسوا لشغل 30 مقعداً، وهي انتخابات للمجلس المركزي الذي يملك حق تغيير نظامه الداخلي وتأليف المكتب التنفيذي.
ورأى الشاعر زاهر الجيزاني «فكرة القوائم الحزبيّة إهانة للأدب والثقافة في العراق». لكن هذه الانتخابات أكّدت أنّ استعداء الآخر (المختلف سياسياً) سيستمر رغم الهيمنة الواضحة للعناصر اليساريّين التقدميّين على تشكيلة الاتحاد الفائزة.