محمد عبد الرحمنرغم مرور أسبوع على المواجهة الشهيرة بين مرتضى منصور وأحمد شوبير في برنامج «مصر النهارده»، لا تزال ردود الفعل عليها مستمرّة. بل إنّها مرشّحة للاتساع بعدما وصلت القضية إلى مجلس الوزراء ومجلس الشورى المصري. لم يكن أحد يتوقّع أن يمتدّ الغضب الشعبي على الحلقة إلى السلطة. إذ أعلن وزير الدولة للشؤون القانونية مفيد شهاب أنّ ما حدث على الشاشة الرسمية في حلقة «مصر النهارده» لن يمرّ من دون حساب. لم تقف الأمور هنا. خرج رئيس مجلس الشورى ووزير الإعلام السابق صفوت الشريف، ليعلن أن أعضاء المجلس غاضبون مما حدث. وطالبوا بمثول وزير الإعلام أنس الفقي للرد على الاتهامات. وفتح صفوت الشريف مجدداً ملف ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي يناسب التطور الذي تشهده الفضائيات المصرية. وقد أثارت هذه التصريحات، قلق بعضهم من استغلال الخطأ المهني الفادح الذي تابعه الملايين يوم الأربعاء الماضي (راجع «الأخبار» عدد الأربعاء 12 أبريل) ليكون مدخلاً لمزيد من التضييق على حرية الإعلام في مصر. حتى الآن، لم تخرج أي تصريحات منطقية من المشرفين على «مصر النهارده». على العكس، تباهى أحدهم بأن الحلقة جذبت 96 إعلاناً. ورداً على هذا التصريح، كتب خالد منتصر في صحيفة «المصري اليوم» مخاطباً وزير الإعلام: «يجوع التلفزيون ولا يأكل بإعلاناته. نحن على استعداد للاكتتاب والتسوّل من أجل تلفزيون ينهض بثقافتنا، ولا يهبط بها إلى الدرك الأسفل». وبات واضحاً أن البرنامج الجديد الذي جاء بديلاً من «البيت بيتك» يحاول جاهداً الحفاظ على نسبة مشاهدة عالية. هكذا، لجأ إلى أساليب برامج الإثارة على الفضائيات الخاصة، وخصوصاً أن الإعلان الترويجي للحلقة وعدَ المصريين، بمشاهدة لحظات الصلح على الشاشة بين مرتضى منصور وأحمد شوبير المحسوبين على النخبة السياسية الحاكمة في مصر. لكن بعد دقائق فقط من بداية الحلقة، اتضح للمشاهدين أنهم أمام جولة جديدة من الصراع استعد لها منصور عكس غريمه.

كان هدف البرنامج الحصول على سبق صحافي قبل أي شيء آخر

ومع كل فاصل إعلاني، ظن المتفائلون أنّ وزير الإعلام سيتدخل عبر الهاتف لإنهاء الصراع. لكن الحلقة انتهت بمغادرة مرتضى منصور الاستديو على الهواء مباشرة. وقد فتحت الحلقة من جديد ملف علاقة رجال الدين بالأضواء والفضائيات. إذ إنّ مشاهدين كثراً استفزّهم سكوت الشيخ خالد الجندي الذي كان حاضراً في الحلقة. وتساءلوا عن موقفه من الشتائم والاتهامات المشينة التي رددها منصور وشوبير بينما اكتفى هو بقراءة الفاتحة في بداية الحلقة. كما برزت أسئلة عدّة أبرزها: لماذا لم تحدث المصالحة في منزل الشيخ خالد الجندي مثلاً؟ على أن يظهر الطرفان على التلفزيون بعد ذلك لإعلان طي صفحة الماضي؟ وهل كان الهدف أولاً الحصول على سبق إعلامي بظهور الغريمين على شاشة واحدة؟ وبغض النظر عن كل هذه الأسئلة، فالأكيد أنّ الحلقة عرّضت فريق البرنامج للتقييم والمساءلة بعد شهر واحد على انطلاقه.