وسام كنعانلم تكد تمرّ أربعة أشهر على رحيل محمود درويش (آب/ أغسطس 2008) حتى خرجت إلى العلن أخبار عن نية النجم والمنتج السوري فراس إبراهيم، تنفيذ مسلسل عن حياته يحمل عنوان أولي هو «في حضرة الغياب». لكن لم يلبث إبراهيم أن تريّث، بما أنّه سيكون الممثّل الذي سيجسّد شخصية درويش. شعر إبراهيم أنّه يحتاج إلى وقت طويل كي يتمكّن من تأدية هذه الشخصية الإشكالية. وبالفعل، أخذ الممثل السوري وقته وتفرّغ تفرّغاً شبه كلي للمشروع، فكلّف الكاتب السوري حسن م. يوسف بإعداد السيناريو، فيما انكب هو على التعمّق في قراءة أعمال الشاعر الفلسطيني. كما جعل درويش جزءاً أساسياً من يومياته حتى يعتاد عليه ويستطيع تقمصه وتقديم الدور الأكثر أهمية في حياته الفنية.
وفي ظلّ خروج أصوات طالبت بإسناد الدور إلى ممثّل آخر كبسام كوسا، أو تيم حسن، أعلن إبراهيم أنّه على ثقة كاملة بقدرته التمثيلية. وأكد أنه لن يتهرّب من المسؤولية، لتقع على عاتق أحد زملائه، طالما أنه يمكن الإفادة من كل النجوم السوريين في أدوار أخرى.
ومن جانب آخر، كان النجم السوري قد رفض سابقاً حملة الانتقادات التي وجّهت إلى العمل. يومها، تأسّست صفحة على «فابسيوك» تطالب «فراس إبراهيم برفع يديه عن محمود درويش». لكنّ إبراهيم وعد بتقديم عمل متكامل من كل الجوانب، على أنّ يهتم المسلسل بكل الشخصيات التي يقدمها، وكل الأحداث التي يطرحها وعاشها صاحب «أحمد العربي». وقد تسهم الميزانية التي ستفرد للعمل في ارتقائه ووصوله إلى مستوى جيّد، وخصوصاً مع اختيار السورية الشابة رشا شربتجي لتتولى إخراج العمل، وهي مخرجة يشهد بكفاءتها كثيرون.

بعدما تأجّل مراراً، سينطلق تصوير العمل في الصيف بإدارة رشا شربتجي

إلى جانب ذلك، ستقف أمام شربتجي مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السورية والعربية، لكن لم يُتّفق حتى الآن نهائياً على لائحة المشاركين. لذا ستظل الأسماء حبيسة أدراج الشركة المنتجة لغاية إبرام العقود النهائية. إذا، هذه المرة سيكون موعد دوران كاميرا شربتجي أكيداً بعد رمضان المقبل مباشرة أي في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، بعدما تأجّل سابقاً ولأكثر من مرة.
ويتسلّح فراس إبراهيم بتجربته الإنتاجية السابقة في «أسمهان» التي حققت نجاحاً لافتاً. وقيل وقتها إنها أكثر أعمال السير موضوعيةً. فيما يؤكد إبراهيم أنه أفاد من تلك التجربة، التي قادته إلى المحاكم في أكثر من دعوى قضائية، ليكون الجمهور العربي على موعد مع سيرة صاحب «كزهر اللوز أو أبعد» على الشاشات العربية في رمضان 2011. وهنا، لا بدّ أن يدرك صنّاع العمل أنّ سيرة «شاعر الأرض» يجب أن تكون مختلفة عن باقي مسلسلات السير، وخصوصاً أن النقد لن يرحمه إذا كان متواضعاً، ولم يرتق إلى مستوى شخصية درويش وشعره. هل تتكرّر التجربة الفاشلة التي واجهت مسلسلَي نزار قباني وسعاد حسني؟ أم أنّ تجربة درويش ستكسر القاعدة؟