سامي رستم
في كل حلقة من برنامج «ميكرو سكوب» الذي صعد نجمه أخيراً على شاشة OTV (إعداد وتقديم روبير فرنجية)، تُخصَّص فقرة يطرح فيها أحد الفنانين أو الشخصيات المعروفة سؤالاً على الناس في الشارع لمعرفة آرائهم. في حلقة الثلاثاء الماضي، كانت الضيفة المغنية الشابة رنين الشعار التي جالت مع الكاميرا في شوارع بيروت وفي جعبتها السؤال التالي: «هل تعلم أنّ بعض المدارس الإسرائيلية تدرج في مناهجها الموسيقية أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وألحان بليغ حمدي والسنباطي وغيرهم وتعلّمها للتلاميذ بدءاً من المراحل الابتدائية؟».
خفة الدم التي تحلّت بها رنين طوال الاستطلاع، لم تسهِّل عليها مهمة الحصول على إجابات سريعة. رفض بعضهم حتى الاستدارة إليها، فيما بدت علامات اللامبالاة على آخرين. في نهاية الأمر، استطاعت رنين انتزاع بعض الإجابات التي راوحت بين الإيجاب والرفض. بعضهم اعتبر هذا التعدي على الغناء الشرقي الأصيل محاولةً خطيرة من إسرائيل لتثبيت وجودها في المنطقة. وبعضهم تعاطى مع الموضوع بإيجابية على أساس أنّ هذا الأمر يقدّم وجهاً مشرقاً عن العرب وثقافتهم الموسيقية في المدارس الإسرائيلية!
وبعد انتهاء الجولة، عاد السؤال ليُطرح على رنين التي اعتبرت أنه لا مانع من أن يُدرَّس تراثنا الموسيقي في أي دولة، شرط أن يُنسب إلى أصحابه الحقيقيين ويحافظ على طابعه العربي. وخلال إجابتها، قاطعها معد تقارير البرنامج سيرج أسمر ليعبر عن رأيه: «ولم لا تقوم إسرائيل بذلك؟! ما المانع إذا كان ذلك سيؤدي إلى مزيد من الانتشار والشهرة لأغاني أم كلثوم وفيروز»! بعيداً عن إجابة المراسل الشاب المستغربة التي صدرت بعفوية شديدة، ألا يستحق هذا الموضوع مساحةً جدية لطرحه في وسائل الإعلام؟ أليست قضية تهويد الموروث الموسيقي الشرقي ثم تبنّيه قضية خطيرة ينبغي مناقشتها بجدية وعمق؟
لا نطالب هنا بتغطية إعلامية شبيهة بتلك الذي حظي بها خبر ضمّ الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى التراث اليهودي، لكنّنا نعتقد أنّ التراث الموسيقي يفوق بأهميته «الحمص» و«الفلافل». كل ذلك يجري في إطار خطّة منهجيّة تعتمدها إسرائيل للاستيلاء على الميراث الموسيقي الفلسطيني والمصري، وتهويد الفلكلور الشعبي ثم أخذ الألحان الدينية والغناء العربي القديم والمعاصر كي تنسبه إلى نفسها وتشارك به في المهرجانات العالمية باعتباره جزءاً من تاريخها. والحديث هنا غير موجه إلى OTV وحدها، بل إلى وسائل الإعلام جمعاء.


نجاح، فتمديد

تلقى برامج قناة OTV المنوعة نجاحاً كبيراً عند الجمهور. وخير دليل على ذلك هو تمديد العقد مع برنامج «ميكرو سكوب» (الثلاثاء 20:45) مع روبير فرنجية (الصورة). وكان يفترض أن ينتهي بعد أوّل 15 حلقة. إلا أن إدارة المحطة جدّدت مع البرنامج لـ 15 حلقة إضافية. والأمر نفسه حصل مع برنامج «لألأة» (الخميس 21:15) مع طارق سويد، فتمّ تمديد العقد، لتصوير 15 حلقة جديدة. كذلك فإنّ قناة «إنفينيتي» الفضائية قامت بشراء الجزء الأوّل من حلقات «ميكرو سكوب» لتبدأ ببثها على شاشتها. ولعلّ العامل الأبرز في نجاح هذه البرامج هي إستقبالها نجوماً من مختلف المجالات، وعدم إقتصارها على نجوم التمثيل والغناء.