محمد عبد الرحمنلولا الاتهامات المتبادلة عبر صفحات الجرائد، ما شعر أحد بأن هناك انقساماً حاداً في اتحاد المنتجين العرب التابع لجامعة الدول العربية. منذ انطلاقه عام 1998، يعمد الاتحاد إلى تأكيد وجوده أحياناً من خلال تكريم أباطرة الإعلام العربي، وخصوصاً الخليجيين. لكن حتى الآن، لا أحد يعرف طبيعة دور هذا الاتحاد في ما يخص القضايا المطروحة على الساحة الفنية العربية. أضف إلى ذلك أنّ قياداته ليست ذات شأن في سوق الإنتاج. إذ يبتعد المنتجون المعروفون عن المشاركة في الفعاليات منذ وقت طويل.
ورغم حالة الاستقرار التي شهدها الاتحاد خلال السنوات الأخيرة والدعاية التي حصل عليها بعد تنظيم «يوم التضامن الفضائي» مع غزة ويوم آخر للسودان، والملتقى الذي يقام سنوياً تحت رعاية جامعة الدول العربية، إلا أنّ الحرب الأهلية بدأت تندلع في زواياه قبل شهور. بدأ الخلاف حين قرر رئيس الاتحاد إبراهيم أبو ذكرى إبعاد الأعضاء المخالفين له في الرأي، وخصوصاً في ما يتعلق بطبيعة الاستفادات التي تعود على قيادات الاتحاد من تكريم شخصيات بعينها، وغياب الفائدة الحقيقية للأعضاء من معظم أنشطة الاتحاد. وبالفعل، أُبعد المنتج السعودي محمد الغامدي الذي يقود حالياً حركة تمرد ضد أبو ذكرى. كما تقدم المنتج الأردني المقيم في مصر إسماعيل كتكت باستقالته احتجاجاً على وهمية الكيان نفسه وعدم جدية نشاطاته. ثم تفجر الوضع وبدأت حرب البيانات المتبادلة حين أعلن الأعضاء المستبعدون نيتهم استغلال اجتماع «اللجنة العليا لشؤون الإعلام العربي باتحاد الإذاعات العربية» المقرر الشهر المقبل في الكويت لتأليف مجلس إدارة جديد وإطاحة أبو ذكرى. علماً بأنّ هذا الاجتماع سيستضيفه اتحاد المنتجين الخليجيين في الكويت.

استقالة إسماعيل كتكت ودعوة إلى إطاحة رئيس الاتحاد

لكنّ أبو ذكرى ردّ ببيان نفى فيه تأليف تكتل لإطاحة رئيس الاتحاد، لأنه «جاء على لسان المنتج السعودي محمد الغامدي الذي أقيل من الاتحاد لارتكابه بعض المخالفات المسيئة ومثله المنتج الأردني إسماعيل كتكت الذي استقال من الاتحاد». وسرعان ما ردّ الغامدي مؤكداً أن المخالفات المسيئة التي ارتكبها وسببت إقصاءه تتمثل في تقديمه شكوى رسمية لجامعة الدول العربية عن مخالفات قام بها أبو ذكرى شخصياً، بالإضافة إلى المتاجرة باسم الأمين العام للجامعة عمرو موسى واستغلال اسم الجامعة من دون الرجوع إلى اللوائح المنظمة. ثم دخل اتحاد المنتجين الخليجيين على الخطّ. إذ أصدر بياناً ثالثاً أكّد فيه أنّ اتحاد المنتجين الخليجيين ورئيسه يوسف العميري لا علاقة لهما بالصراع الدائر بين أعضاء اتحاد المنتجين العرب.
وهكذا، يستمر الصراع غير المفيد للدراما العربية حتى تُحسم زعامة الاتحاد أو تُجمّد نهائياً بينما لا تزال جامعة الدولة العربية صامتة إزاء هذا الخلافات حتى الآن.