قبل أيام، بدأ عرض فيلمه «مرة أخرى» في الشام... وها هو يتحضّر اليوم لفيلم جديد يتناول أيضاً الوجود السوري في لبنان ويفضح تجاوزاته
وسام كنعان
بمساعي «المجموعة المتحدة للتسويق ــــ UG» وبدعم منها، حظي فيلم جود سعيد «مرة أخرى» بعرض جماهيري بدأ منذ أيام في «سينما الشام» في دمشق. ولعلّ ما زاد من ثقة سعيد بعمله، هو الترحيب الذي لقيه شريطه في «مهرجان دمشق السينمائي» الأخير، إذ فاز بـ«جائزة أفضل فيلم عربي»، و«جائزة لجنة التحكيم».
وقد اختار المخرج الشاب الصحافة الإلكترونية ليردّ على الانتقادات التي طالت شريطه، وخصوصاً أنّه الأول الذي يتناول العلاقات السورية ــــ اللبنانية. واعتبر المنتقدون أن فكرة الفيلم خرجت من عباءة برنامج التلفزيون السوري «سوا ربينا» الذي تناول العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري، لكن بصورة متفائلة جداً، وحتى غير واقعية. بينما اكتفى بعض منتقدي الشريط بنشر ردود ساخرة، والتذكير بعنوان أغنية فيروز «لا إنت حبيبي ولا ربينا سوا». كذلك ذهبت آراء أخرى إلى اعتبار الفيلم بمثابة ناطق رسمي لفترة الوجود السوري في لبنان، لأنه لم يصوّر حقيقة تلك المرحلة ولم يفضح الأخطاء التي ارتكبت واعترفت بها القيادات السورية على أعلى المستويات.
هكذا، وجد سعيد الفرصة مؤاتية للرد، بقوله إنّ «العلاقات السورية ــــ اللبنانية تحتاج إلى أكثر من شريط سينمائي يتحدث عنها». وأضاف أنّه كان يتساءل دوماً عن سبب الوجود السوري في لبنان كل هذه السنوات. وعلى اعتبار أن «مرة أخرى» سلط الضوء على الأخطاء اللبنانية وتسرع الشعب اللبناني في الحكم على طبيعة العلاقة بين البلدين، أوضح سعيد أن شريطه المقبل سيبرز التجاوزات والممارسات الخاطئة للجيش السوري في لبنان. أضاف سعيد أنّه ينوي إنجاز ثلاثية أو رباعية حول الموضوع ذاته. كما أنّه لا يمانع في تسميته «مخرج العلاقات السورية اللبنانية».

يشارك المخرج اللبناني سيمون الهبر في كتابة «أعراس الخريف»

انطلاقاً من هذه التصريحات، أعلن المخرج السوري الشاب أنه سيبدأ العمل على فيلمه المقبل ويحمل اسم «أعراس الخريف». وسيشاركه في كتابة السيناريو السينمائي اللبناني الشاب سيمون الهبر، على أنّ تعمل لبنى مشلح كمستشارة خلال كتابة النص. ويتعهد سعيد بأن يتطرق مباشرة إلى الممارسات السورية الخاطئة في لبنان، وطلب من النقاد أن يوجهوا سهامهم نحوه، إذا لم تبرز هذه التجاوزات جلية في العمل الجديد.
وحتى الآن، لم يعلن سعيد عن الجهة المنتجة للشريط الجديد، لكن الأكيد هو أن الإنتاج سيكون سورياً ــــ لبنانياً ــــ فرنسياً مشتركاً. وستمتدّ أحداث الشريط على فترتَين زمنيتَين. الأولى تبدأ بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وصولاً إلى انتهاء الحرب الأهلية، وإعادة توحيد بيروت (1990). بينما يسلط الشريط الضوء في زمنه الثاني على عام 2005 وما شهده من أحداث جسيمة في لبنان وصولاً إلى انسحاب الجيش السوري.
إذاً، سيكون «أعراس الخريف» الخطوة الثانية للمخرج الشاب في مجال العمل على تصوير العلاقات السورية ــــ اللبنانية، لكن بقراءة مختلفة عن فيلمه الأول... ربما تكون أكثر واقعية. فيما سينجز المخرج نفسه شريطاً ثالثاً يحكي عن الحرب الأهلية اللبنانية.