وسام كنعان
ذات يوم، قال بيتهوفن «الموسيقى الحماسية تبعث النار في قلب الرجال والدموع في عيون النساء». وكانت هذه العبارة كافية ليختار معن خليفة اسم فرقته «حرارة عالية». بعد عودته من فرنسا، حيث درس الموسيقى، لمس هذا الفنان السوري حبّ الشرقيين وحرارتهم تجاه الحياة بكل تفاصيلها، ما زاد من اقتناعه باسم فرقته.
من فرنسا إذاً، عاد خليفة ليستكمل مشروع فرقته التي أطلقت مجموعة أغان سورية أدّتها في الحفلات، ثمّ أصدرت العام الماضي أول ألبوم لها بعنوان «مطرز» (إنتاج إذاعة «شام أف أم»).
وبعدما حقّقت أعمالها السابقة نجاحاً كبيراً، تعكف الفرقة اليوم على الإعداد لمشروع إعادة إحياء الأغاني السورية القديمة التي لحنها كبار الملحّنين السوريين أمثال: سهيل عرفة، عبد الفتاح سكر، إبراهيم جودت، عادل الكردي، عدنان قريش، سعيد قطب، نجيب السراج وزهير عيساوي، وستُسجّل هذه الأغاني بتوزيع حديث ورؤية فنية جديدة.
يرى خليفة أن هذا المشروع هو بمثابة تكريم لهؤلاء وإعادة إحياء للأغنية السورية، وخصوصاً الأعمال التي حقّقت نجاحاً كبيراً مثل «عالبساطة» التي لحّنها سهيل عرفة وغنّتها صباح، وأغنية «راحوا الغوالي» للملحن نفسه وقد غنّاها وديع الصافي، و«تعب المشوار» للملحن زهير عيساوي وغنّاها فؤاد غازي.
يقول معن خليفة لـ«الأخبار»: «كانت الإذاعة السورية أول المنابر لكبار الموسيقيين العرب، ومن بينهم الرحابنة. كذلك، كانت الأغنية السورية قوية وحاضرة دوماً. أما الهدف من تأسيس فرق موسيقية شابة، فهو لإعادة الألق إلى الأغنية السورية».
باتت الفرق الموسيقية الشابة أشبه بالظاهرة في سوريا
لكن بعض كبار الملحّنين السوريين يرون أن تراجع الأغنية السورية يرتبط بالإعلام السوري الذي لا يولي أيّ اهتمام لإنتاج الأغنية وبثّها بطريقة الفيديو كليب، لكنّ خليفة يرى أن موجة الفيديو كليب تسيطر على منطقة الوطن العربي فقط، بينما يستمع الجمهور في أرجاء العالم إلى المطربين من دون الحاجة إلى شريط مصوّر.