بيار أبي صعبيعود ربيع مروّة ولينا صانع إلينا بعمل إشكالي، أسلوباً وخطاباً، هو «فوتو ـــــ رومانس» الذي قدّم الصيف الماضي في «مهرجان أفينيون» (جنوب فرنسا). «قصّة مصوّرة»؟ ليس في الأمر ما يدهش حين نعرف القوالب التي يشتغل عليها رفيقا الساعة الأولى لـ«أشكال ألوان». لقد خاض ربيع مروّة تجارب مختلفة، خلال العقد الأخير، منفرداً أو مع شريكته. انتقل من المسرح إلى البرفورمانس، من الفعل إلى السرد، من الروائي المختلق إلى الوثائقي الواقعي، من الحركة إلى الصورة، من الجسد كأداة تمثيليّة إلى الجسد كمادة فنيّة... من دون أن ننسى أعماله التجهيزيّة والبصريّة الأخرى، وإطلالاته الموسيقيّة التي سيكون لبرنامج «أشغال داخليّة 5» نصيبه منها أيضاً.
ألغى ربيع مروّة عمق المسرح، تاركاً للشاشة أن تكون البعد الثالث. استعاض عن «التمثيل» بـ«المحاضرة»، عن السينوغرافيا بالفيديو. باتت «اللغة» متعددة المستويات والوسائط، و«الأرشيف» مادة العرض، يتلاعب بها الفنّان ويستنطقها. منذ «أُدخلْ يا سيدي، إننا ننتظرك في الخارج» (١٩٩٨)، وقف عند حدود المسرح. ثم كرّس الثنائي القطيعة في «بيوخرافيا» (٢٠٠٢)، وتتالت المحاولات: «البحث عن الموظّف المفقود» (٢٠٠٣)، و«نانسي» (٢٠٠٧)، وصولاً إلى «سكّان الصور» (٢٠٠٩) الذي أظهر مخاطر استهلاك اللعبة، واستنفاد تقنياتها.
في «فوتو ــــ رومانس»، كما في فيلم ايتوري سكولا «يوم خاص»، يلتقي يساري سابق رافض للواقع مع امرأة مطلّقة، مشغولة بعائلتها وفروضها الدينيّة والاجتماعيّة. حسب البرنامج، يواصل مروّة وصانع البحث في أبعاد «التمثيل»، من خلال «قصّة كلاسيكيّة، وشخصيات متخيّلة، وتمثيل واقعي». أما ربيع الموسيقي، فيطلّ علينا أيضاً خلال الفوروم مع آلته الفلوت، في استعادة لتجربة سابقة مع المغنية اللبنانيّة ريما خشيش هي «دقيقة تأخير»، انطلاقاً من قصيدة طويلة لعبّاس بيضون («الأخبار»، ٥/ ٩/ ٢٠٠٩ ). هنا أيضاً يذهب الغناء التجريبي، المضمّخ بنفس تجويدي وطربي، ومعه قصيدة النثر، إلى منطقة العرض الادائي.


*«فوتو ـــــ رومانس»: ١٠ ليلاً ـــــ ٢٧ / ٤ ـــــ «مونو»
** «دقيقة تأخير»: 9.30 ليلاً ـــــ أوّل مايو ـــــ «مونو»


"Je Veux Voir" (Guerre Liban 2006)
Uploaded by Saphir_Tounsiya. - Full seasons and entire episodes online.