أول من أمس، انتظر لساعات عند باب المستشفى. هذا ليس مشهداً تمثيلياً، بل واقع عاشه الممثل اللبناني القدير الذي مُنع عنه العلاج لأنه لا يملك... كلفته!
باسم الحكيم
في وضع صحي حرج، وقف كمال الحلو عند باب أحد المستشفيات (شمال بيروت)، بعدما مُنع من الدخول قبل أن تملأ عائلته أوراقاً تضمن حق المستشفى في استيفاء كلفة العلاج. هذا ليس مشهداً تمثيلياً من مسلسل لبناني يُرتقب عرضه قريباً، بل هو واقع عاشه الممثّل القدير ليل الخميس (أول من أمس)، قبل أن يصل به الأصدقاء والمحبّون إلى المستشفى في حال صحية حرجة. هذا ما حدث مع كمال الحلو (مواليد 1939) وسبقه عشرات الممثلين الذين منع عنهم العلاج، لمجرد أنهم لا يملكون تكاليفه الباهظة.
نداء الاستغاثة أطلقته ريما نجيم عبر «صوت الغد» صباح أمس، وشرحت تفاصيل مواكبة زميلها روبير فرنجيّة للأمر من اللحظة الأولى. فرنجية شرح لـ«الأخبار» محاولة إدخال الحلو إلى أحد المستشفيات لحظة بلحظة. بدأت الحكاية حين أصيب الحلو بأزمة صحيّة، هو الذي يعاني منذ سنوات من مشاكل في الكبد، ما استوجب نقله على الفور إلى مستشفى قريب من منزله في جعيتا، ومنه إلى مستشفى «البوار الحكومي»، ثم إلى مستشفى «رفيق الحريري» في بئر حسن، قبل أن يستقر أخيراً في المستشفى «اللبناني الكندي» في وضع صحي وصفه الأطباء بالحرج. نقابتا الفنانين المحترفين والممثلين، تابعتا وضع كمال الحلو الصحي فور تبلّغهما الأمر، وحضرت نقيبة الفنانين المحترفين سميرة بارودي والفنان إحسان صادق، ونقيب ممثّلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون جان قسيس. وأطلق النقيبان صرخة طالبا فيها بالنظر في وضع الفنان اللبناني والإسراع في إقرار «قانون ضمان الشيخوخة»، لتُحفظ كرامة الفنان مع تقدّمه في السنّ. ويوضح قسيس أنّه ينتظر إقرار قانون ضمان الشيخوخة والاستشفاء، مشيراً إلى «أنني وعدت بأن تكون المراسيم التطبيقية جاهزة خلال فترة محددة، تبقى منها ثلاثة أشهر تقريباً، وسيستوفى بموجبها مبلغ 10% من حفلات الفنانين الأجانب في لبنان، وقيمة 2% من حفلات الفنانين اللبنانيين، إضافة إلى اشتراكات الفنانين»، آملاً أن تأتي

مطالبة بالإسراع في إقرار «قانون ضمان الشيخوخة»
المراسيم «على قدر أحلامنا وحاجاتنا كفنانين». وطلب النقيبان عدم إثارة بلبلة إعلاميّة، «الوزير محمد جواد خليفة يتابع الموضوع، ووزارة الصحة توفّر تكاليف العلاج بالكامل». وفي الانتظار، يظل كمال الحلو في حال حرجة. وإذا استطاع أن يجد العناية والاهتمام في «المستشفى اللبناني ـــــ الكندي»، فإنّ صدور قانون ضمان الشيخوخة بات حاجةً ملحّة حتى لا نشهد أوضاعاً مشابهة لما حدث مع الحلو وقبله مع عشرات الممثلين والفنانين اللبنانيين.
الحلو يصارع من أجل الحياة، و«الأخبار» تتمنى له الشفاء كي يعود ويستكمل رحلته التمثيليّة التي بدأها في نهاية الخمسينيات بين المسرح والإذاعة، ثم في التلفزيون مع «جحا الضاحك الباكي» و«كانت إيام» (1964)، و«الحاقد (1975)، و«بربر آغا» (1980)... وقد شارك أخيراً في «شيء من القوة» و«خطوة حب» و«مؤبد» و«وحيدة» من مجموعة «مفقودين»، و«مالح يا بحر» و«الطاغية». وفي الأعوام الأخيرة، وزّع نشاطه بين التمثيل والكتابة الدراميّة.
يبقى أن الحلو ليس ممثّلاً فحسب، بل هو أستاذ في الكونسرفاتوار الوطني، أجرى أبحاثاً لتطوير آلة العود، وكان أحد أعضاء فرقة الأنوار التي أسّسها سعيد فريحة.