أول فيلم لبناني عن المجزرة الأرمنية، سيبصر النور أخيراً. «لأنن أرمن» الذي يُخرجه سمير حبشي، تؤدي دور البطولة فيه نادين الراسي ويوسف حداد وجويل داغر، وينطلق تصويره في أيلول (سبتمبر) المقبل
باسم الحكيم
بعد 95 عاماً على المجزرة الأرمنية، بات تنفيذ «لأنن أرمن» قريباً. الشريط الذي يعدّ أول فيلم لبناني عن المذبحة الشهيرة (24 نيسان/ إبريل 1915)، سيحمل توقيع المخرج سمير حبشي (كتابة كلوديا مرشليان، وإنتاج «مروى غروب»، وبرعاية مؤسّسات أرمنيّة عدة).
ينقل الشريط التاريخ المأساوي وحرب الإبادة وما رافقها من جوع وتنكيل وقهر وتعذيب وتشريد للشعب الأرمني، في محاولة سينمائيّة لبنانيّة أولى لإنصاف القضية الأرمنيّة. يذكر أنّ مرشليان سبق أن كتبت مسلسل «نضال» (إخراج إيلي حبيب) الذي عرضت فيه مرحلة الاحتلال العثماني للبنان، عبر روايات سمعتها من جدّتها عمّا حصل مع عائلتها خلال الحرب العالميّة الأولى.
وتتوزّع بطولة «لأنن أرمن» بين عدد من الممثلين اللبنانيين، منهم نادين الراسي، ويوسف حدّاد، وجويل داغر، وآخرون قد يصل عددهم إلى 50 ممثلاً، يقتصر ظهور بعضهم على مشهد أو اثنين. لن يصوّر الفيلم المجازر والأحداث الفظيعة في حق الزعماء والمفكرين والنواب والمحامين والأدباء، بل سينقل أحداثاً واقعيّة عاشها الناس العاديون تحت وطأة الظلم والقمع والتعذيب. ويطرح العمل، بحسب مرشليان، «حكاية قرية أرمنيّة هرب سكانها من وجه المذابح التركيّة، وقتل كثيرون منهم على الطريق، وتوزّع من بقي منهم بين لبنان وسوريا والأردن». ويضيء الشريط على حياة الزوجين هاغوب (يوسف حداد) وفارت (نادين الراسي) ومعاناتهما مع بقيّة أهل القريّة.
موزاييك مرسوم بإتقان وبصيغة بعيدة عن الكلاسيكيّة (سمير حبشي)
اكتملت كتابة النص منذ أشهر عدّة. ومنذ عام، بدأت مرحلة الإعداد والبحث عن تمويل يناسب حجم المشروع، وخصوصاً أن فيلماً من هذا النوع يحتاج إلى سخاء إنتاجي لتبدو مشاهد التعذيب والتنكيل والاغتصاب واقعيّة مع حشد من الممثّلين والكومبارس. وتشير مرشليان إلى أن «بعض المشاهد تحمل قساوة ووحشيّة، كما جرت على أرض الواقع، ولا أعرف كيف يخطط المخرج سمير حبشي لتنفيذها».
من جهته، يصف حبشي الفيلم بأنه «موزاييك رسمت كلوديا مرشليان خيوطه بإتقان وبصيغة بعيدة عن الكلاسيكيّة». ويكشف «أننا بعد المؤتمر الصحافي (السادسة من هذا المساء في Metropolitan Hotel ـــــ سن الفيل)، سندخل مرحلة تحضيريّة إلى حين بدء التصوير الذي ينقسم إلى مرحلتين: أولاهما في أيلول (سبتمبر) المقبل، والثانية تجبرنا على انتظار تساقط الثلوج». ويؤكّد أنه سيحرص على «تقديم فيلم بصورة تتناسب مع القرن الواحد والعشرين، من دون مساومات ولا تنازلات». لا يحدد حبشي من الآن مواقع التصوير بنحو جازم، «لكننا سنقصد أرمينيا وتركيا لنرى الأفضل بالنسبة إلى فيلم يصوّر حرب إبادة قرية بسيطة، والجماعات الأصوليّة المنتشرة التي تمعن فيها تنكيلاً وإرهاباً ».
وبينما ظلّت بطلة الفيلم نادين الراسي غائبة عن السمع طيلة الوقت ولا تجيب على هاتفها، تحدث يوسف حداد عن ضرورة تقديم هذا الفيلم، «لنقول إن الحق الذي وراءه مطالب لا يضيع، ولا أحد يفلت من العقاب»، مبدياً إعجابه بـ«الوحدة التي يعيشها الأرمن بعد المجزرة... زوجتي أرمنيّة وأتعاطف مع الشعب الأرمني».
«لأنن أرمن» ما زال حبراً على ورق، سيتحوّل في الأشهر المقبلة إلى شريط سينمائي، يعوّل عليه أصحابه كثيراً، على أمل أن يكون على مستوى الطموحات.