خليل صويلح
إلى جانب شركائها في شبكة «مساحات» بين بيروت وعمّان ورام الله، احتفت مي سعيفان (الصورة) بالرقص المعاصر في دمشق. الباليرينا السوريّة التي تقود تجمّع «تنوين» أطلقت الدورة الثانية من «ملتقى دمشق للرقص المعاصر» في «دار الأوبرا» في العاصمة السوريّة، بحشد من العروض العالمية اللافتة. ليس تحدياً سهلاً أن نضع الرقص التعبيري على خريطة التذوّق السوري في اللحظة الراهنة، لكن الكريوغراف السورية راهنت على «الاحتفاء بالجسد». إذ شاركت في الملتقى فرقتان سوريتان للمرة الأولى، هما «فرقة سما» لعلاء كريميد بعرض تحت عنوان «بازل»، والثاني «عزلة» لإياس المقداد.
تجربتان شابتان تتلمسان طريقهما إلى الخشبة في مزيج من مدارس الرقص العالمي. «سما» التي تختتم عند السابعة من مساء غد حفلات الملتقى في «دار الأوبرا»، تعتمد على موسيقى ظافر يوسف في تعبيراتها الجسدية، فيما سعى إياس المقداد إلى تقديم مزج حي بين الجسد والكاميرا في عرض رقص تفاعلي معاصر. يهدي الملتقى دورته الجديدة إلى مصممة الرقص الألمانية بينا باوش التي رحلت العام الماضي. محاضرة خاصّة عرّفت عن أعمالها، تلاها عرض مجموعة من الأفلام التي ترصد مسيرتها الجامحة. من بين أعمال باوش التي

تجمّع «تنوين» يسعى إلى تأصيل الرقص المحلّي الذي لم يغادر «المنطقة الفولكلورية»

عرضت «مقهى مولر» الذي صممته وأخرجته الراحلة عام 1978، وهو واحدة من التحف الراقصة المصورة للسينما. إنّه محاولة لاكتشاف إرث الشعر الجسدي والتعبيري كما قدمته الكريوغراف الراحلة منذ نهاية الستينيات حتّى رحيلها المفاجئ.
كان الجمهور الدمشقي إذاً، على موعد استثنائي مع عروض راقصة من ألمانيا (Zweiland لفرقة ساشا فالتز) وإسبانيا («أوليليس» لفرقة آلتا رياليتيت)، وفرنسا («بافلوفا» لفرقة ماتيلد مونييه)، وسويسرا («لا. شيء» لفرقة لينغا). وإذا كانت هذه العروض فرصة حقيقية للاطلاع على المكانة التي وصل إليها الرقص في العالم، إلا أن تجمع «تنوين» يسعى إلى تأصيل الرقص المحلي الذي لم يغادر «المنطقة الفولكلورية» وفقاً لما تقوله مي سعيفان. وذلك بإقامة ورشات عمل، إضافةً إلى محاضرة للخبيرة البريطانية ليزا آغيس التي سوف تلقي الضوء على انفتاح الرقص المعاصر على مختلف أشكال الفنون، وعرض مجموعة من أفلام الـ«فورود موشن»، وأفلام «الفيديو دانس» بقصد توثيق الخطوات الأولى في الرقص، لالتقاط هوية محكيّة للجسد.