بعدما أصدر ألبومه الجديد «حلفت بعمري»، ها هو ينكبّ على تصوير أغنيتين، ويعيش حياته الخاصة بلا خوف... فالفن ليس كل شيء
هناء جلاد
في عصر الصورة، مثّل نجاح أيمن زبيب ظاهرةً فريدةً بعدما نجح صوته في الوصول إلى الجمهور قبل صورته. هكذا، انضمّ إلى شركة «روتانا» ليقدم ألبومه الأول «قالولي انساك» عام 2006. وها هو يُصدر أخيراً أسطوانته الثانية التي حملت عنوان «حلفت بعمري». رغم تأخر تصوير أول كليب من الألبوم، لا يبدو أيمن زبيب مستعجلاً «لست من الفنانين الذين يلهثون خلف الكليب مع صدور الألبوم. أرى أنّ هذا الأمر تحصيل حاصل بعدما صار الكليب ضرورةً حتميّة لتسويق أيّ عمل في عصرنا. الصورة تساعد على تسريع انتشار الأغنية وصاحبها على مستوى العالم العربي».
وكان زبيب قد صوّر أخيراً أغنية «كرمالك يا حبيبي» (كلمات وألحان سليم عساف، وتوزيع مارك عبد النور) تحت إدارة المخرج فادي حداد، في أول تعاون بينهما. كما كشف أنّه يُعدّ لتصوير أغنيتي «بحبك والله» و«من هاي الليلة» اللتين يضمّهما الألبوم الجديد.
وبعد تسابق الفنانين على مغادرة «روتانا» بسبب رفضها تصوير كليب ثان من ألبوماتهم، ها هي الشركة السعودية تتكفل بتقديم ثلاثة كليبات لأيمن زبيب، لماذا؟ يجيب زبيب: «لن أعلّق على قرارات غيري من الزملاء بمغادرة «روتانا» مهما كانت أسبابهم. لكن في ما يخصّني، تدير الشركة أعمالي إلى جانب تولّيها مهمة الإنتاج، ما يجعلها في موقع المحاسب والجابي».
ورغم تضمين ألبومه الأخير أغنية باللهجة المصرية، يتمسّك أيمن زبيب بتقديم أغانيه باللهجة اللبنانية. يقول: «لم أضع نفسي بعد في امتحان الشهرة في مصر، لذا، لا أعرف مدى انتشار أعمالي هناك. وتقديم أغنية باللهجة المصرية ليس السبيل الوحيد إلى القاهرة وإلى حفلاتها التي أرى أنّها المقياس المثالي لنجاح أيّ فنان».
على طريق الشهرة والفن، يتابع زبيب كلامه «ما زلت في البدايات، وأضطر أحياناً إلى تذكير الناس بأنّ رصيدي لا يتعدى ألبومين. وهو ما لا يخوّلني اقتحام سوق الخليج ومصر بعد، لكنّه يجبرني على التركيز من حيث الكلمة واللحن، على اختيار اللون الذي أحبّني به الجمهور، مع أنّ الأغنية الخليجية تمثّل عنصراً يسهم في الانتشار الأوسع». ويرى زبيب أنّ الأغنية المناسبة قد تحتاج إلى سنوات حتى تكتمل، أو قد تأتي أحياناً وليدة المصادفة والحظ. ويعترف «صوتي ليس جبلياً، لذا لا أغنّي الفولكلور بشكله الصافي. بل أنقل الأغنية اللبنانية الشعبية بلوني وإحساسي».

تقديم أغنية باللهجة المصرية ليس الطريق الوحيد إلى القاهرة

يصف زبيب المنافسة في الوسط الفني بالشرسة «للأسف، يصرّ الفنانون، وخصوصاً في لبنان على التخاصم والتباعد الإنساني بعضهم عن بعض». وهنا، نعود إلى القضية التي واجهته أخيراً، بعد ادعاء إحدى السيدات عليه بالسبّ والقذف العلني، لتعود وتعتذر وتسحب كلامها علناً على صفحات المجلات الفنية، يعلّق زبيب «كان أمراً مفتعلاً يهدف إلى النيل من سمعتي. لكنهم لم يفلحوا في التأثير على مسيرتي الفنية، ورأي الجمهور فيّ، الذي لا يهتم بكلام فارغ سنحت له فرصة الطباعة على ورق».
هل هذا هو السبب الذي يدفع زبيب إلى الابتعاد عن الإعلام والمقابلات الصحافية؟ يجيب «النجومية علامة نستحقّها على إيصالنا الرسالة الفنية وهي لا تميّزنا عن البشر، لذا، لست من محبّي الأضواء والإحاطة الإعلامية بالفنان. مهمتنا في الحياة تقتصر على إسعاد الناس بالغناء على المسارح لا السماح لهم بملاحقتنا إلى غرف النوم».
ثم يذهب إلى عرض خلاصات واستنتاجات توصّل إليها خلال مسيرته الفنية «أخيراً، تخلّصت من الخوف الدائم على نجاحي ومسيرتي، رغم أنني لا أعرف ما الذي سيحدث في الغد. الفن ليس كل شيء. وأنا الفنان الوحيد في العالم الذي ما زال يعيش حياة شخصية وخاصة».