محمد عبد الرحمن«هشام طلعت مصطفى ومحسن منير السكري إلى الحياة من جديد»، قالها عمرو أديب أمس في برنامجه «القاهرة اليوم» من دون أن يخفي مشاعر الفرح التي غمرته مع زميله أحمد موسى، بعد صدور قرار محكمة النقض بإعادة محاكمة مصطفى ومحسن السكري بتهمة قتل سوزان تميم في دبي (تموز/ يوليو 2008).
إذاً، صدر القرار غير المفاجئ أمس، لتشهد القضية الشهيرة فصلاً جديداً يرجّح أن يكون الأكثر إثارة خلال الأشهر القليلة المقبلة. ورغم أن رئيس محكمة النقض المستشار عادل عبد الحميد أصدر حكمه بقبول الطعن في أقل من ستين ثانية، إلا أنّ الفضائيات ـــــ وكما كان متوقعاً ـــــ فتحت شاشاتها لساعات طويلة بغية تحليل الموقف القانوني للمتّهمَين، وخصوصاً هشام طلعت مصطفى. ورصدت البرامج التوقعات لمستقبل هذه القضية مع التركيز للمرة الأولى على خلافات حادة بين أعضاء فريق الدفاع عن رجل الأعمال المصري البارز.
تناولت الفضائيات كل جوانب القضية، باستثناء أسباب قبول الطعن، بما أنّ المحكمة لم تعلنها رسمياً، علماً بأنّ محكمة النقض تصدر قرارها، ثمّ تكشف بعد أيام عن الأسباب التي جعلتها توافق على إعادة المحاكمة.
تناولت الفضائيات كل جوانب القضية، باستثناء أسباب قبول الطعن
والأكيد أن هذا القرار ليس إدانة غير مباشرة للمستشار المحمدي قنصوه الذي أصدر حكم الإعدام بحق مصطفى والسكري، لكنه يدين ـــــ كما أجمع أغلب المتحدّثين للقنوات الفضائية صباح أمس ـــــ طريقة تعاطي فريق الدفاع عن المتّهمين، مع الأدلة الموجهة ضدهما. إذ لم ينجحوا في إقناع المحكمة بأن الأدلة التي قدّمها الإدعاء غير كافية لإدانة المتَّهمين.
غير أن الحدث القانوني الأبرز أمس كان إعلان المحامي بهاء الدين أبو شقة انسحابه من القضية في المرحلة المقبلة، معطياً لهشام طلعت مصطفى الوقت الكافي لإعادة تشكيل فريق الدفاع من دون ضغوط، في إشارة إلى خلاف أبو شقة مع المحامي فريد الديب، وذلك رغم أن المحاميَين كانا مسؤولين عن تقديم الطعن أمام محكمة
النقض.
ويرى أبو شقة أن الأساس في الدفاع عن هشام طلعت مصطفى هو نفي تهمة التحريض عنه، باعتبارها عملاً نفسياً يصعب إثباته. بينما سلك فريد الديب مساراً آخر لم يوافق عليه أبو شقة، وهو السعي إلى تبرئة محسن السكري لأن ذلك يعني بالتأكيد براءة
مصطفى.
من جهته، علّق المستشار مرتضى منصور على ضرورة تعاون فريق الدفاع في المرحلة المقبلة التي لا تقبل أي ثغرة، من أجل زيادة الأدلة التي تنفي الاتهام الموجّه إلى هشام طلعت مصطفى... وخصوصاً أن منصور يؤمن ببراءة رجل الأعمال المصري من تهمة قتل المغنية اللبنانية. من جانب آخر، أعلن المحامي محمد سليمان أنّه لو ثبّت حكم الإعدام أمس، لكان سيرفع دعوى تعويض باسم موكّله الرياضي العراقي رياض الغزاوي، الذي يقول إنه تزوّج تميم، باعتباره متضرراً من عملية قتل سوزان تميم.