البحيرة).
منذ دخوله الدير عام 1948، اختار متى حياة العزلة وأسّس النظام الحالي للأديرة في مصر الذي يرتكز على تأمين سكّان الدير متطلباتهم الحياتية بأنفسهم وعدم الارتباط بالعالم الخارجي إلا في أضيق الحدود. وبينما يتعامل الكثير من الأقباط والمسلمين في مصر مع متى المسكين باعتباره نموذجاً لرجل الدين المتصوف، يغوص الفيلم في التعتيم الذي تعرّضت له سيرته في الكنيسة المصرية بسبب أفكاره التي تختلف مع سياسة البابا شنودة. إذ يعتبر المنتقدون أن شنودة حوّل الكنيسة إلى دولة مستقلة وجعل انتماء الأقباط لها يوازي انتماءهم لبلدهم الكبير. وهو الأمر الذي
يغوص اياد صالح في التعتيم الذي مارسته الكنيسة على سيرة متى المسكين
لكن اليوم، يعتبر بعضهم في الكنيسة المصرية أنّ هذه الأفكار تضر بحقوق المسيحيين، وهو ما يفسر وجهة النظر التي طرحها الفيلم عن تهميش تاريخ متى المسكين ومنع توزيع مؤلفاته في الكثير من الكنائس المصرية، وعدم الاستعانة بتلاميذه في أي مهمات دينية. والمعروف أنّ متى المسكين رفض تولي الباباوية حين عزل الرئيس أنور السادات البابا شنودة عام 1981. وهي واقعة يتناولها الشريط، إضافةً إلى الكثير من مقاطع الفيديو النادرة وشهادات 14 شخصية إسلامية ومسيحية حول العلاقة الشائكة بين البابا شنودة ومتى المسكين. وقد استعان إياد صالح بأحد الممثلين لأداء مشاهد تحاكي الأحداث الحقيقية التي مر بها متى المسكين منذ ترك مهنة الصيدلة ووزّع ممتلكات عائلته على الفقراء واحتفظ فقط بثمن تذكرة القطار الذي أوصله إلى الدير.