بشير صفير رغم أن هذه السنة تصادف أيضاً المئوية الثانية لولادة المؤلف الألماني روبرت شومان، فقد سرقت ذكرى فريدريك شوبان الأنظار حول العالم. وبطبيعة الحال، فإنّ الحصة الأكبر من التكريم يتولاها وطناه بولونيا وفرنسا. في بولونيا، أعلن وزير الثقافة في بداية العام انطلاق الاحتفالات الخاصة بالذكرى في احتفال جرى في المنزل الذي ولد فيه شوبان. كما أشار إلى أن «الهدف من هذه الاحتفالات ليس جعل أعمال شوبان أكثر شعبية، فهي لا تحتاج إلى ذلك. بل تظهير صورة بولونيا اليوم عبر موسيقى المؤلف الكبير». وأضاف أن «الحملة الدعائية لإنجاح الحدث ستكون أكبر بكثير من تلك التي يُحضَّر لها في مناسبة استضافة بولونيا كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم عام 2012». تجدر الإشارة إلى أن الاحتفالات تصل إلى ذروتها في آب (أغسطس) المقبل، حيث سيتبارى عازفو البيانو من المواهب اليافعة للحصول على المرتبة الأولى في «مسابقة فريدريك شوبان الدولية» (الدورة الـ16) التي تقام كل خمس سنوات.
أما في فرنسا، فالحدث الأبرز هو ما بات يُعرف بقضية «شوبان إلى البانتيون». إذ من المقرّر تكريم المؤلف الشهير، المدفون في باريس، بنقل رفاته إلى الـ«بانتيون» (مقبرة العظماء في فرنسا). وقد بدأت الأصوات ترتفع لحضّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على إصدار قرار خاص بذلك. وإذا ما تحقّق هذا الأمر، فيسكون شوبان أول موسيقي في التاريخ يحظى بهذا الشرف. حتى المؤلف الفرنسي الشهير إكتور برليوز، لم تنجح المطالبة المستمرة بنقل رفاته إلى هذه المقبرة. وقد تثير الخطوة، إن نجحت، حفيظة البولونيّين، لأنها تعني معنوياً ضم شوبان إلى الثقافة الفرنسية. غير أن الفرنسيين يعتبرون ذلك تكريماً أوروبياً، يعني الاتحاد الأوروبي وليس فرنسا وبولونيا فقط. مع العلم أن شوبان يجب ألا يكون سوى ملك للثقافة الإنسانية، وهوية إبداعاته تتخطى الحدود والجنسيات.
وإضافة إلى هذين التكريمين الخاصّين اللذين تتولاهما بولونيا وفرنسا، تشهد هذه السنة برمجة فنية خاصة في المناسبة، بدءاً من المهرجانات، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وصولاً إلى الملفات الخاصة التي بدأت وسائل الإعلام بإعدادها.