في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، تنطلق الدورة ١٥ من «مهرجان بيروت الدولي للسينما». خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم أمس في أحد فنادق بيروت، قالت مديرة المهرجان كوليت نوفل إنّ تيمته هذا العام تعبّر عن كل العواصف التي تجتاح عالمنا، من تلك البيئية إلى النزاعات السياسية والحروب والأزمات الإنسانية وخصوصاً مسألة اللاجئين.
وسيشاهد الجمهور اللبناني 80 فيلماً لمخرجين من 28 جنسية، تتوزع على مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة، والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية، وفئتين خارج المسابقة هما «البانوراما الدولية» و»الساحة العامة»، فيما تغيب مجدداً مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية.
وللافتتاح، اختير «الأمير الصغير» للأميركي مارك أوسبورن. في الفيلم المشغول بأسلوب التحريك، يدمج المخرج بين رواية «الأمير الصغير» الشهيرة للكاتب الفرنسي أنطوان دو سان أكزوبيري، وقصة فتاة صغيرة وعلاقتها بأمها. وهذه السنة، تشمل فئة «البانوراما الدولية» عدداً كبيراً من الأفلام التي عرضت ضمن «مهرجان كان» هذه السنة، أبرزها «ديبان» الحائز جائزة السعفة الذهبية في «كان». شريط الفرنسي جاك أوديار المستوحى جزئياً من «رسائل فارسية» للمفكر الفرنسي مونتسكيو، يروي قصة جندي سابق في صفوف المتمردين في سيرلنكا، يلجأ إلى فرنسا متقمصاً هوية رجل ميت برفقة عائلة وهمية بحثاً عن بداية جديدة. أيضاً من السينما الفرنسية، يعرض فيلم التشويق «التحقيق» لفنسان غارنك الذي يتناول قضية كليرستريم. وللسينما الهندية حضور ملفت من خلال التجربة الإخراجية الأولى لنيراج غايوان «ماسان» أو «تحليق منفرد» الذي حاز جائزتين ضمن فئة «نظرة ما» في «كان». كما تتوغل أفلام أخرى في صراع الإنسان مع الطبيعة كما «تاكلوب» للبريانتي مندوزا أو في طبيعة الإنسان الأكثر وحشية كما في وثائقي «سباق الإنقراض» للأميركي لوي بسيهويوس الذي يشرح دور الإنسان في اندثار بقية الأجناس الحية في العالم، بالإضافة إلى وثائقي «آيمي» عن المغنية الراحلة آيمي واينهاوس للمخرج آسيف كاباديا. من الأفلام الملفتة نذكر «أنطونيا» للايطالي فرديناندو تشيتو فيلومارينو عن سيرة الشاعرة أنطونيا بوتسي، والدراما الكوميدية «جراد البحر» لليوناني يورغوس لانتيموس الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان»، و»رحلة إلى الشاطىء» للياباني كيوشي كوروساوا الذي حاز عنه جائزة أفضل مخرج ضمن فئة نظرة ما في «مهرجان كان». أضف إلى ذلك فيلم «واسب» للسويسري من أصل لبناني فيليب عودة دور. وفي ظل غياب مسابقة الأفلام الشرق الأوسطية الروائية، تحضر السينما اللبنانية في مسابقة الأفلام الوثائقية من خلال “عجلات الحرب“ لرامي قديح الذي يتبارى مع أفلام أخرى كـ «حضور أسمهان الذي لا يحتمل» للأردنية عزة الحسن و»السباقات» للكندية من أصل فلسطيني آمبر فارس، والفيلم التركي الناطق بالكردية “كان يا ما كان“ لكاظم أوز، و»الجريدي» لمحمد أحمد السيد علي من مصر. لكن الحضور الأكبر للسينما اللبنانية هو ضمن مسابقة الأفلام القصيرة. إذ يعرض «سايبة» لباسم بريش، و»هيدا أنا» لإيلي سمعان، و»لبين ما يجوا» لكارمن بصيبص، و»سمير شيخ الشباب» لكريستيل يونس، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الأخرى أبرزها «الطفل» للإيراني علي أصغري الذي سبق أن فاز فيلمه القصير الإستثنائي «أكثر من ساعتين» بجائزة أفضل فيلم شرق أوسطي قصير في المهرجان العام الماضي، و»الطفل والخبز» للمغربي محمد غومان. ومن كردستان العراق، نشاهد «صياد سيء» لسهيم عمر الخليفة. ويختتم المهرجان بـ «سماني مالالا» للأميركي ديفيس غاغانهايم عن حياة الناشطة الباكستانية مالالا يوسفزاي أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام. وأشارت نوفل إلى أنّه «يفترض أن تكون لجنة التحكيم برئاسة الكاتب والمخرج الفرنسي سانتياغو أميغورينا، والمخرج الاميركي جوناثان نوسيتر، والكاتب الاميركي مايكل غرينبرغ، والناقدة النمساوية الكسندرا زاويا، والمخرجة والممثلة التونسية دوريا سفيتلانا عاشور، لكنّ حضور هؤلاء بات رهن التطورات الحاصلة في لبنان».