محمد عبد الرحمنأمس، خيّم جوّ حميم على المؤتمر الصحافي الذي أقامه زياد الرحباني في زيارته الأولى إلى القاهرة. صحيح أنّ الصحافيين المصريين اعتادوا الترحيب بالنجوم الذين باتت وجوههم معروفة في «هوليوود الشرق»، إلا أنّ التعامل مع زياد كان مختلفاً. هكذا، انتظر عشرات الصحافيين ومراسلو الفضائيات إطلالة الرحباني التي تأخرت قليلاً. إذ فضّل منظّمو المؤتمر التعريف قبلاً بالدورة الثانية من «مهرجان القاهرة الدولي للجاز» الذي يكرِّم الرحباني في الافتتاح غداً وينتهي بتكريم عمر خيرت في 15 من الشهر الجاري.
خلال المؤتمر، سؤال واحد تكرر بأكثر من صيغة: هل السبب سياسي وراء عدم زيارة الرحباني مصر؟ جاءت الإجابة صادمة. إذ لم يتلقّ الرحباني أي دعوة رسمية من قبل، مؤكداً أن الأسباب ليست سياسية، وإلا لما كان قَبل دعوة «مهرجان الجاز» الذي يقام في «ساقية الصاوي». أما كيف استَقبل الدعوات التي طالبت بمنحه الجنسية المصرية، فقال إنّه شعر كأنه حصل عليها فعلاً، وأضاف ممازحاً: «لم أصدّق. لم أقم في مصر إلا ساعات، فهل سأحصل على الجنسية بهذه السهولة؟». وفي نهاية المؤتمر، عاد ليؤكد ما قاله الشاعر أحمد فؤاد نجم عن ارتباط زياد بأرض الكنانة. إذ قال الرحباني إنّ جزءاً كبيراً من ثقافته الفنية جاء من القاهرة. وأعلن قرب طرح أسطوانة جديدة لفيروز، مشيراً إلى أنّ شركات الإنتاج لم تعد مهتمة بتلبية احتياجات الفنانين الكبار. إذ إنّه يجد نفسه عاجزاً عن استكمال أسطوانة معلّقة منذ 2002، بسبب غياب التمويل. وأكّد ضرورة دعم كل الفعاليات الموسيقية بهدف نشر الثقافة الفنية الصحيحة للجمهور، داعياً الفنانين العرب إلى التعرّف على بعضهم. وضرب مثلاً بأن جديد الجاز المصري لا يصل إلى بيروت بسهولة، واضعاً «روتانا» والشركات الاحتكارية في قفص الاتهام لأنها تصادر حق المستمع في التعرف على أنماط موسيقية متنوّعة.
لكنّه أضاف إنّ الموسيقى الحقيقية تتخطّى الحدود، ففي 2000، كان يسجّل في أحد الاستديوهات الألمانية توزيعاً لموسيقى «أهو ده اللي صار» لسيد درويش. يومها، لم يصدّق الألمان أن صاحب الموسيقى مصري رحل منذ سنوات طويلة.