دمشق ــــ وسام كنعانهكذا وقف محمد ملص أمام الجمهور ليشيد بالفيلم السوري «كلام حريم» (راجع المقالة أعلاه). ورغم أنّ صاحب «أحلام المدينة» أخذَ على بعض التجارب السورية تقديمها كريبورتاجات تلفزيونية، فإنّ اللغة السينمائية قاربت الفيلم الروائي في بعض الأعمال مثل «جبال الصوان» لنضال حسن، و«حجر أسود» لنضال الدبس. وكانت التظاهرة بمثابة بطاقة دعوة إلى المواهب الشابة لدورات مقبلة، بعدما كادت الجهات الرسمية السورية المعنية بالفن السابع، توصل السينما التسجيلية إلى الانقراض. وقد حصل شريط «نور الهدى» لمخرجته لينا العبد على الجائزة الخاصة بهذه التظاهرة التي تقدمها شركة «صورة للإنتاج الفني» (حاتم علي).
فرصة للاطّلاع على روائع الأعمال التسجيليّة العالمية
من جهة أخرى، مثّل المهرجان فسحة لإطلاع الجمهور السوري على روائع السينما التسجيليّة العالمية، والتعرف عن كثب إلى بعض صنّاعها، إضافةً إلى تفحص خصوصية هذا النوع الفيلمي الذي غاب عن صالات دمشق طويلاً كما غابت السينما الروائية أيضاً. بينما استقطبت وُرش العمل التي أقيمت على هامش المهرجان مواهب شابة لتعليمها أصول صناعة الفيلم التسجيلي.
وسجّلت الدورة الثالثة من المهرجان حضوراً لبنانياً متميزاً تمثّل في أربعة أفلام على رأسها شريط «12 لبناني غاضب» لزينة دكاش، وقد حصد إجماع المتفرجين ونال جائزة الجمهور.
بمعزل عن الظروف الإنتاجية البسيطة والإمكانات المتواضعة، استطاع Dox Box بجهود منظميه ـــــ ومجموعة من المتطوعين الشباب ـــــ تقديم دورة جديدة بدت في غاية الدقة في ما يخص عرض الأفلام، ولجهة تنظيم الندوات الحوارية التي تلت العروض... فيما اصطدم الجمهور بمشكلة أجهزة العرض التي بدت في حالة سيئة للغاية. هنا لم يكن أمام أسرة المهرجان سوى تجاهل المشكلة ما دام الحل بيد مَن غاب عن المهرجان من المسؤولين!