محمد عبد الرحمنعاد حمدي قنديل إلى الشاشة. وحده هذا الخبر كان كفيلاً بمفاجأة الجمهور المصري والعربي. والسبب أن هذه العودة جاءت هادئة بعض الشيء. والأكيد أن هذا الهدوء كان متعمّداً، كما صرّح الإعلامي المصري لأكثر من صحيفة مصرية.
إذاً، بعد طول انتظار، قَبِل حمدي قنديل عرض رئيس قناة «دريم» أحمد بهجت، وعاد إلى التلفزيون لكن هذه المرة في برنامج حواري مسجّل يحمل عنوان «مع حمدي قنديل». ولم تحدّد القناة موعداً لهذا البرنامج. هكذا لم يعرض حتى الآن، إلا حلقة واحدة، هي حوار مع قائد شرطة دبي ضاحي خلفان.
هكذا بعدما اعتاد هذا الإعلامي المخضرم على البرامج المباشرة، يعود ببرنامج مسجّل. واللافت أن عودته لم تتزامن مع حملة إعلانية تُنبِّه الجمهور إلى أن قنديل الذي يتمتع بشعبية واسعة، لبّى أخيراً دعوة قناة «دريم». والمعروف أن قنديل اعتذر مراراً في السابق عن عدم تقديم برنامج على هذه الشاشة، منذ ترك قناة «دبي» نهاية 2008، ثم قناة «الليبية» إثر الأزمة التي أثارها برنامجه «قلم رصاص».
برنامجه الجديد حواري لا يحمل مواقف مباشرة كما في «قلم رصاص»
ولم ينكر قنديل أنّه تراجع قليلاً عن ثوابته التي كرّرها طيلة السنوات الماضية بعد عزله مرات عدّة عن الشاشات العربية، مؤكداً أن الانتظار ليس البديل الأفضل دائماً. وأضاف، رغم أنّه يكتب مقالات مؤثّرة في صحف مهمة ولها تأثيرها، أبرزها «المصري اليوم»، لكنّه اشتاق إلى الشاشة. وربما كلّ هذه الأسباب دفعته ليقول في بداية الحلقة الأولى من برنامجه، متوجّهاً إلى الجمهور «لا تتوقعوا كثيراً مؤقتاً!».
ويبدو أن شروطاً عدة فرضتها «الجهات العليا» على القناة لتسمح لحمدي قنديل بالظهور على شاشتها، من بينها أن يكون البرنامج حوارياً يحمل اسماً «عادياً»، وتكون حلقاته مسجّلة، وهو ما استجابت له إدارة القناة. وكانت «دريم» منذ انطلاقها (2002) قد عانت مشاكل وضغوطاً، كي تمنع محمد حسنين هيكل من الظهور على شاشتها. تلتها ضغوط مماثلة لمنع حمدي قنديل نفسه من الاستمرار في تقديم برنامجه «رئيس التحرير»، فغادر الإعلامي المصري بعدها إلى «دبي».
لكن ما هي طبيعة البرنامج؟ وهل من قواسم مشتركة بينه وبين برامجه السابقة؟ يبدو الجواب واضحاً من الحلقة الأولى، ومن المقابلات التي أجراها قنديل مع الصحف المصرية. إذ أكّد أن برنامجه الجديد حواري، ولا يحمل مواقف مباشرة، كما كان يحصل في «قلم رصاص». وهو ما كان واضحاً في حواره مع قائد شرطة دبي ضاحي خلفان، عن جريمة اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح. إذ ركّز قنديل في أسئلته على دور الشرطة في تعقّب المتهمين في حادثة الاغتيال، والأساليب التي اتّبعتها لكشف أسرار العملية. وفيما لم يعلن قنديل عن ضيفه المقبل بسبب عدم وجود موعد أسبوعي محدد لبث البرنامج، رحب عدد من الصحافيين والإعلاميين المصريين بعودته إلى الشاشة حتى لو كانت عودة «منقوصة»، على أمل أن يطلق قنديل أقواله ومواقفه المأثورة من جديد في أقرب فرصة.