الجزائر ــ سعيد خطيبي
لغة استفزازيّة تمزج بين الفصحى والعاميّة
يقسّم ملاحي الكتابة الشعرية في الجزائر إلى أربع مراحل: مرحلة ما قبل الاستقلال (ما قبل 1962)، ذات الصبغة التحريرية والنبرة القومية والمتمثّلة خصوصاً في كتابات مفدي زكريا ومحمد العيد آل خليفة. مرحلة السبعينيات وسطوة النظرة الإيديولوجية وغلبة الرؤية الاشتراكية، ممثلة بأحلام مستغانمي التي أصدرت مجموعتين شعريتين، تبرّأت منهما لاحقاً، بعدما ولجت الكتابة الروائية، هما «على مرفأ الأيام» (1973) و«كتابة في لحظة تعري» (1976). مرحلة الثمانينيات تمثّلت خصوصاً في أعمال عمر أزراج ومصطفى الغماري، التي كشفت، لأول مرة، عن نزعة القصيدة النثرية، وهي مرحلة لم تختلف في همومها عن مرحلة التسعينيات، من خلال التركيز على اللغة أكثر من الموضوع... قبل بروز مرحلة الألفية الجديدة، مع مطلع سنوات الألفين، التي يخاطب ملاحي شعرائها قائلاً: «كفانا عبثاً بالكتابة الشعرية!».
نقمة ملاحي على راهن الكتابة الشعرية في الجزائر، تتضمن جزءاً من الحقيقة، المتمثّلة في موجة محسوبية تجتاح الجوائز الأدبية، وخصوصاً «جائزة علي معاشي». الجائزة التي تمنحها سنوياً رئاسة الجمهورية للمبدعين من شعراء وروائيين وموسيقيين شباب، تكرّس العلاقات الشخصية، ما دفع بالشاعر أحمد عبد الكريم إلى مخاطبة شعراء الجيل الجديد بالقول: «نشوا الذباب عن وجوهكم»، داعياً إلى أهمية التفكير في إعادة بعث الشعر ووصل منتجات الأجيال المتعاقبة في ما بينها.